مأساتنا اليوم هي الخوف
ترجمة: أمير زكى
سيداتي وسادتي
أدرك
أن هذه الجائزة لم تُمنح لي كشخص، ولكن لأعمالي عمل عمر في
معاناة وكفاح الروح الإنسانية، لا للمجد وبالطبع لا للربح، ولكن لخلق
شيء من مواد الروح الإنسانية لم يوجد من قبل. بهذه الطريقة فالجائزة
ملكي فقط كمسئولية. لن يكون من الصعب إيجاد تخصيص للجزء المالي
فيها لمكافأة غرض ودلالة أصلها. ولكني أود أن أقوم بالشيء نفسه
بالنسبة للتقدير أيضا، عن طريق استخدام هذه اللحظة كذروة لما يمكن أن
أكون قد سمعته عن طريق الشباب والشابات الذين وهبوا أنفسهم بالفعل لنفس
الألم والمهنة، ومن ضمنهم هذا الشخص الذي سيقف يوما ما هنا في
المكان الذي أقف فيه.
مأساتنا اليوم
هي خوف جسدي عام وعالمي طال تكبده إلي الآن وكذلك نستطيع تحمله. لم
تعد هناك مشاكل للروح. هناك فقط السؤال: متي سيتم تفجيري؟ بسبب هذا،
الشاب - أو الشابة - الذي يكتب اليوم نسي مشاكل القلب الإنساني
الذي في عراك مع نفسه، هذا الذي يصنع وحده الكتابة الجيدة، لأن
هذا فقط ما يستحق الكتابة عنه، ويستحق الألم والكدح.
عليه
أن يتعلم ذلك مرة أخري. عليه أن يُعلّم نفسه أن أساس كل الأشياء هي
أن يكون خائفا؛ وأن يُعلَم نفسه ذلك معناه أن ينساه للأبد، لا
يترك مساحة في عمله لأي شيء إلا لحقائق وتأكيدات قلبه القديمة،
حقائق العالم القديمة: - أي قصة تفتقد هذا هي قصة عابرة وميتة لا
محالة الحب والشرف والشفقة والفخر والرحمة والتضحية. وحتي يفعل
ذلك فهو يعمل تحت لعنة؛ هو لا يكتب عن الحب بل عن الشهوة، عن الهزائم
التي لا يخسر فيها أي أحد أي شيء ذو قيمة، عن انتصارات بلا
أمل، والأسوأ من الكل، بلا شفقة أو رحمة. أحزانه لا تؤثر في عظام
العالم، لا تترك ندوبا. هو لا يكتب عن القلب ولكن عن الغُدد.
حتي
يعيد تعلم هذه الأشياء، سيكتب وكأنه يقف وسط البشر ويشهد نهايتهم.
أنا أرفض تقبل نهاية الإنسان. من السهل بما يكفي القول إن الإنسان
خالد ببساطة لأنه سيتحمل: فحين تطرق الضربة الأخيرة للقدر وتخفت من علي
الصخرة الأخيرة التي لا قيمة لها المعلقة الساكنة في المساء الأحمر
المحتضر الأخير، حتي في وقتها سيظل صوتا واحدا باقيا: صوته الضعيف
الذي لا يهدأ، لا يزال يتكلم.
أنا
أرفض أن أقبل ذلك، أنا أؤمن أن الإنسان ليس فقط سيتحمل: ولكنه
سينتصر. إنه خالد، ليس فقط لأنه الوحيد بين المخلوقات الذي لديه صوت
لا يهدأ ولكن لأن لديه روح، نفس قادرة علي الرحمة والتضحية والتحمل.
واجب الشاعر والكاتب هو أن يكتب عن هذه الأشياء. إنه امتيازه ليساعد
الإنسان ليتحمل عن طريق تعلية قلبه، بتذكيره بالشجاعة والشرف والأمل
والفخر والرحمة والشفقة والتضحية، تلك التي كانت مجد ماضيه. صوت
الشاعر لا يحتاج فقط لأن يكون تسجيل للإنسان، إنه يمكن أن يكون
واحدا من الدعائم، العواميد التي تساعده علي أن يتحمل وينتصر.
1949
منقول من أخبار الأدب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق