السبت، 10 مارس 2012

قصائد للشاعر البولندي: زبيغنيف هربرت 1998-1924 / ترجمة : عاشور الطويبي

حجم الخط: Decrease font Enlarge font
image زبيغنيف هربرت



حصاة

الحصاة
كائن كاملٌ

مساوٍ لذاته
عاقلٌ بحدوده

معبأٌ تماماً
بمعاني حَصَويّة

برائحة لا تُذكِّرُ أحداً بشيء
لا تُبعدُ أحدأً لا تثير أية شهوة

حماستها وبرودتها
عدل و مشبعتان بالكرامة

أشعر بندم ثقيل
حين أمسكها بيدي
وجسدها النبيل 
يتخلله دفءٌ زائف

الحصى لا يدجّن
حتى النهاية سيحدّق فينا
بعين هادئة صافية.


دقّاقة باب

هناك من يزرعون
حدائق  في رؤوسهم
دروب تؤدي من شعر رؤوسهم
إلى مدن مشمسة بيضاء

سهل عليهم الكتابة
يغمضون أعينهم
مباشرة مدارس من أخيلة
تسيل إلى أسفل جباههم

مخيلتي 
لوح خشب
أداتي الوحيدة
عصا خشبية

أضرب اللوح
تردّ عليّ
نعم-نعم
لا-لا

لللآخرين جرس الأشجار الأخضر
جرس الماء الأزرق
لديّ دقّاقة باب 
من الحدائق المهملة

أخبطُ على اللوح
يشجّعني بقصيدة جافة لشاعر أخلاقيّ
نعم-نعم
لا-لا


حكاية روسية

القيصر، أبونا القصير تقدم في العمر، صار مسنا جدا.  غير قادر الآن على خنق يمامة بيديه.  جالسا فوق كرسي عرشه، الذهبيّ والهش.  لحيته فقط تنمو، إلى أرضية المكان وأبعد من ذلك.

ثم حَكمَ  حاكم آخرُ، لا أحد يعلم مَنْ. الفضوليون هم الذين نظروا من نوافذ القصر، لكن كريفونوسوف غطّى النوافذ بالمشانق.  لذا فقط المشنوقون مَنْ شاهد أي شيء.

في النهاية القيصر أبونا القصير مات.  قرعت الأجراس وقرعت، مع ذلك لم تستطع إعادة جسده. قيصرنا نما في العرش.  أرجل العرش اختلطت بأرجل القيصر.  ذراعاه وذراعا الكرسي صارا واحدا.  كان من الصعب فصله منه.  أن يدفن القيصر وكرسي العرش الذهبي-ياللعار.


وفد السيد كوغيتو

امضِ إلى حيث ذهب الآخرون إلى الحد المظلم
لجزّ اللاشي الذهبيّ جائزتك الأخيرة

امضِ ممدود القامة وسط اؤلئك الذين على ركبهم
وسط أؤلئك الذين ظهورهم ناحية الجهة الأخرى وأؤلئك اسقطوا في الغبار

أنقذت لا لتعش
وقتك قصير يجب أن تعطي شهادتك

كن شجاعا حين يخدعك العقل كن شجاعا
في الحساب الآخير هذا هو المهم

دع غضبك اليائس كبحر
وقتما تسمع صوت المهانين والمعذبين

لا تترك أختك سكورن ترحل عنك
لأن المخبرين الجلادين الجبناء-سيربحون
سيذهبون إلى جنازتك بارتياح سيقذفون بقبضة تراب
النقاش سيكيب سيرتك المهذبة

ولا تسامح حقا ليس في قوتك
أن تسامح باسم من تمت خيانتهم  في الجر

كن يقظا بأي فخر غير ضروري
استمر في النظر إلى وجهك البهلواني في المرآة
كرر: لقد نوديت-ألم يكن هناك من هو أحسن مني

كن متنبها لقسوة القلب حب ربيع الصباح
الطائر مجهول الاسم بلوط الشتاء
اضيء على الحائط عجائب السماء

لا حاجة لهم بنفسك الدافيء
هم هناك ليقولوا: لا سيواسينا

كن متيقظا- عندما يعطي الضوء فوق الجبل الإشارة-انهض وامض
طالما يتحرك الدم في نجم صدرك المظلم

أعد التعازيم القديمة لحكايا الانسانية وأبطالها
لأن هكذا ستححق الخير الذي لن تحققه
كرر الكلمات العظيمة كررهم بغطرسة
مثل أؤلئك عابري الصحراء يتلاشون في الرمال

وسيجازوك بما في أيديهم
بسوط ضحكة بمقتلة على تبة قمامة

امضّ لأن هذه هي طريقة انضمامك إلى جماعة الجماجم الباردة
إلى جماعة أسلافك: جلجامش هيكتور رولاند
المدافعين عن المملكة بلا حدود ومدينة الرماد

كن وفيا وامضِ 
 
منقول من موقع النرد
 


عاشور الطويبي ـــ شاعر ومترجم من ليبيا
bashirmetwebi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق