الأربعاء، 7 مارس 2012

من الجبال الشامخة ...أنشودة ختام ... نيتشه


ياظهيرة الحياة ! يازمن الحبور !
ياحديقة ٌ صيفية !
ياسعادة قلقة في الرصد والترقب والأستطلاع :-
أنتظر الأصدقاء , مستعدا ً في الليل والنهار ,
أين أنتم ياأصدقاء ؟ تعالوا ! آن الأوان ! آن الأوان !


ألا تتزين القمم الثلجية الشيباء
بالورود اليوم من أجلكم؟
هاهو الجدول يبحث عنكم , والسحب والرياح
بشوق غامر إلى أعالي الزرقة تتدفق
لتبصركم من أعلى فضاء تبلغه الطيور.


في أعالي الأعالي مُدت لكم مائدتي :-
من ذا يقيم قرب النجوم
وقرب أرعب الهوى غورا ً ؟
ملكوتي - وأي ملكوت أعلى منه شموخا ً ؟
وشهدي - من له أن يذوقه ؟
- ها انتم , ياأصدقاء ! - لكني أنا لست ُ
من إليه تأتون
لم الدهشة والتردد ؟ - ياليتكم تغضبون !
وأنا , ألم أعد أنا ؟ هل تغيرت اليد والخطوة والوجه ؟
وما انا عليه , ألست عليه عندكم , يا أصدقاء ؟

هل صرت آخر ؟ وعن ذاتي غريبا ً ؟
هل خرجت عن ذاتي ؟
كالمصارع الذي قهر نفسه مرارا ً ؟
الذي أفرط في التصدي لقواه الخاصة ؟
فبدا مجروحا ً ومكبلا ً بأنتصاره الخاص ؟


أبحث حيث الرياح على أشدها تهب ؟
أتعلم أن اقيم
في قفار الدببة القطبية , حيث لا أحد يقيم ؟
آنست الإنسان والله واللعنة والصلاة ؟
أغدوت شبحا ً يطوف فوق القمم الثلجية ؟


- أيها الأصدقاء القدامى ! هاأنتم شاحبون,
الحب والهلع يغمرانكم !
لا , أمضوا من دون ضغينة ! هنا - لا يمكنم المكوث :
هنا في أبعد ربوع الثلوج والصخور ,
هنا على المرء أن يكون صيادا ً وخفيف غزال .

يالي من صياد خبيث ! أنظروا كم هي 
مشدودة قوصي !
الأقوى هو من شدها هكذا 
لكن , ياللهول ! أخطر هو هذا السهم
ولا مثيل له , - فمن أجل سلامتكم ! أهربوا !
أفلا تنصرفون ؟ - ياقلبي كفاك عذابا ً
قويا ً ظل املك 
خل للأصدقاء الجدد ابواك مفتوحه
ودع القدامى ودع الذكرى
وان ذات يوم كنت فتيا ً فأنت اليوم أحسن فتوة

ماجمعنايوما ً أرابط الأمل الواحد
من يقرأ العلائم
التي خطها الحب يوما ً عليه حين تبهت
بالبرشمان أشبهها ذلك الذي اليد
تابى لمسه - مثله مصفرة هي ومحروقة

لم يعد هؤلاء أصدقاء , بل كيف أقول ذلك
مجرد أشباح اصدقاء
شيئا ً ما منهم لازال يقرع ليلا ً القلب والشباك
شيء ما ينظر إلي ويقول بلى نحن من كانوا
ياللكلمة الذابلة التي قاح منها يوما ً عطر الورود

يالشوق الشباب الذي أساء الفهم
إن من اشتقت إليهم
من ظننتهم اقرباء واشباها ً لي
نُبذوا , لأنهم شاخوا
من يتبدل وحده يبقى قريبي

ياظهيرة الحياة يازمن الشباب الثاني
ياحديقة صيفية
ياسعادة قلقة في الرصد والترقب والأستطلاع
أنتظر الأصدقاء مستعدا ً في اليل والنهار
الأصدقاء الجدد تعالوا آن الأوان آن الأوان

هذه الأنشودة انتهت , وصيحة الشوق العذبة
أختنقت في الفم
ساحرٌ من فعل ذلك , صديقي يأتي في أوانه
صديق الظهيرة - لا , لا تسألوا من هو -
عند الظهيرة صار الواحد أثنين
الآن تحتفل , على يقين من النصر المشترك
بعيد العياد
الصديق زرادشت ضيف الضيوف جاء
الان تضحك الدنيا , الستار المرعب أنقشع
وعرس النور والدجى حان ............




من كتاب ماوراء الخير والشر







 
  










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق