الصور للشاعر والمترجم محمّد حلمي الرّيشة
الـ
(تَانْكَا) مكوَّنةٌ منْ خمسةِ أَسطرٍ، وهيَ غنائيَّةٌ يابانيَّةُ
الأَصلِ، حيثُ كانَ اليابانيُّونَ القدماءُ يؤلِّفونها حتَّى قبلَ أَن
يتعلَّموا القراءةَ والكتابةِ (7 الميلادي)؛ كانُوا يُنشدِونها مثلَ
الأَغاني، وكانتْ لأَكثرَ منْ أَلفِ سنةٍ الشَّكلَ السَّائدَ فِي الشِّعرِ
اليابانيِّ، وقدْ فَقدتْ مكانَها البارزَ عندَما اخترعُ الـ (هايكو) فِي
القرنِ 17، لكن استمرَّتْ كتابتُها حتَّى يومِنا هذَا.
الآتي
مختاراتٌ منْ أَربعِ أَعمالٍ للشَّاعرةِ اليابانيَّةِ (ماريكا كيتاكوبو)،
قامتْ بترجمتِها إِلى الإِنجليزيَّةِ (أَميليا فيلدن)، والأَعمالُ هيَ:
“أُريدُ أَن أَقولَ لكُم بكلماتِ الموجِ” 1999م. “عندَما تتوقَّفُ
الموسيقَى” 2002م. “وصيَّةٌ” 2005م. “علَى هذَا النَّجمِ ذاتهِ” 2006م.
“زيزُ الغابةِ” 2008م. “رسائلُ” 2009م. الشَّاعرة منْ مواليدِ طوكيو،
وتعيشُ فِي مدينةِ (ميتاكا) فِي طوكيو، وهيَ عضوٌ فِي جمعيَّةِ شعراءِ
تانكا المعاصرينَ، ونادِي (ب. ي. ن) اليابانيِّ، وجمعيَّةِ تانكا
الأَمريكيَّةِ.
بينَ تاريخَيْ
(هيروشيما) و(ناغازاكي)
يتسرَّبُ عَرقي
إِلى ثُقبِ حفرةٍ صغيرةٍ
حيثُ وجَّهُوا دَمي
*
أُوه نعمْ،
لا يزالونَ يبكونَ -
مرفأُ (بارل)
فِي داخلِ (ليندا)،
و(أُوكيناوا) فِي داخِلي
*
بذورُ القيقبِ
ترتعدُ
وتتلَولبُ -
لقدْ ذهبَ الأَطفالُ
إِلى الحربِ الأَهليَّةِ مرَّةً أُخرى
*
خُطَىً
تَتبعُني
إِنَّها تجلبُ الظَّلامَ
منْ جُرفٍ
فِي (أُوكيناوا)
*
منْ هذهِ الأَشجارِ
أَحصلُ علَى شرارةِ الحياةِ
وأَنا
أُعطِيها لَهم، أَيضًا،
فِي غابةِ (سيكواي)
(هيروشيما) و(ناغازاكي)
يتسرَّبُ عَرقي
إِلى ثُقبِ حفرةٍ صغيرةٍ
حيثُ وجَّهُوا دَمي
*
أُوه نعمْ،
لا يزالونَ يبكونَ -
مرفأُ (بارل)
فِي داخلِ (ليندا)،
و(أُوكيناوا) فِي داخِلي
*
بذورُ القيقبِ
ترتعدُ
وتتلَولبُ -
لقدْ ذهبَ الأَطفالُ
إِلى الحربِ الأَهليَّةِ مرَّةً أُخرى
*
خُطَىً
تَتبعُني
إِنَّها تجلبُ الظَّلامَ
منْ جُرفٍ
فِي (أُوكيناوا)
*
منْ هذهِ الأَشجارِ
أَحصلُ علَى شرارةِ الحياةِ
وأَنا
أُعطِيها لَهم، أَيضًا،
فِي غابةِ (سيكواي)
*
لاَ أَتمنَّى
ضررَ هذهِ الغابةِ -
عندَ الفجرِ
يحومُ صوتُ الضَّبابِ،
وينامُ صوتُ الأَشجارِ
*
يرتَدِي النَّدى والصَّمتُ
الفُروعَ المنخفِضةَ
لشجرةٍ
منذُ ثلاثةِ آلافِ عامٍ
تقِفُ ناضرةً وباردةً هناكَ
*
تلكَ الرِّيحُ
تهبُّ نحوَ الأَسفلِ
منْ أَعلَى الشَّجرةِ -
هلْ هيَ عيونُ
الإِلهِ (سيكويا) تنفتحُ؟
*
إِلى حدِّ الإِغماءِ
أُغنيةُ التِّيارِ
علَى جذعٍ أَحمرَ -
منذُ أَلفِ سنةٍ
منَ التَّعايشِ السِّلميِّ
*
بامتنانٍ
إِلى فترةِ التَّخصيبِ
أَضعُ بينَ الأَشجارِ
زهرةَ حامضٍ
علَى جذعٍ بوَقارٍ
*
بهدوءٍ
فِي زاويةٍ منَ المطبخِ
أَودُّ أَن أَنبُتَ -
منْ أَجلِ الهروبِ
منْ هراسةِ البطاطسِ
*
لحنٌ
منَ المجرَّةِ -
أَستمعُ
لذكرياتٍ غادرتْ
بانطلاقِ نجمٍ
*
ماذَا يحاولُ
الإِزميلُ أَن يقولَ لنَا -
فِي المخبرِ
الأَجهزةُ الداخليَّةُ مصابةٌ
بالأَلمِ
*
مثلَ سماءٍ
مرصَّعةٍ فِي جميعِ الأَنحاءِ
بأَحجارِ (أُوبالِ) الكريمةِ،
ماتَ
فِي سنِّ الثَّانيةِ والأَربعينَ
*
للحرارةِ
هناكَ قَصْدٌ للبرقوقِ -
تفكُّرٌ
فِي النِّصفِ الأَوَّلِ منْ حيَاتي
أَتجوَّلُ هُنا مرَّةً أُخرى
*
علَى الرَّغمِ منْ نصيحةٍ
لإِجراءِ عمليَّةٍ جراحيَّةٍ
أُريدُ أَن أَبقَى امرأَةً -
إِلى حدِّ الإِغماءِ
أُغنيةُ النَّبعِ
*
فِي لحظةِ أَنْ
دخلتُ المضيقَ
الأَظافرُ المحبَّرةُ
لقابضِ الأَرواحِ
تتمخلبُ تِجاهي
لاَ أَتمنَّى
ضررَ هذهِ الغابةِ -
عندَ الفجرِ
يحومُ صوتُ الضَّبابِ،
وينامُ صوتُ الأَشجارِ
*
يرتَدِي النَّدى والصَّمتُ
الفُروعَ المنخفِضةَ
لشجرةٍ
منذُ ثلاثةِ آلافِ عامٍ
تقِفُ ناضرةً وباردةً هناكَ
*
تلكَ الرِّيحُ
تهبُّ نحوَ الأَسفلِ
منْ أَعلَى الشَّجرةِ -
هلْ هيَ عيونُ
الإِلهِ (سيكويا) تنفتحُ؟
*
إِلى حدِّ الإِغماءِ
أُغنيةُ التِّيارِ
علَى جذعٍ أَحمرَ -
منذُ أَلفِ سنةٍ
منَ التَّعايشِ السِّلميِّ
*
بامتنانٍ
إِلى فترةِ التَّخصيبِ
أَضعُ بينَ الأَشجارِ
زهرةَ حامضٍ
علَى جذعٍ بوَقارٍ
*
بهدوءٍ
فِي زاويةٍ منَ المطبخِ
أَودُّ أَن أَنبُتَ -
منْ أَجلِ الهروبِ
منْ هراسةِ البطاطسِ
*
لحنٌ
منَ المجرَّةِ -
أَستمعُ
لذكرياتٍ غادرتْ
بانطلاقِ نجمٍ
*
ماذَا يحاولُ
الإِزميلُ أَن يقولَ لنَا -
فِي المخبرِ
الأَجهزةُ الداخليَّةُ مصابةٌ
بالأَلمِ
*
مثلَ سماءٍ
مرصَّعةٍ فِي جميعِ الأَنحاءِ
بأَحجارِ (أُوبالِ) الكريمةِ،
ماتَ
فِي سنِّ الثَّانيةِ والأَربعينَ
*
للحرارةِ
هناكَ قَصْدٌ للبرقوقِ -
تفكُّرٌ
فِي النِّصفِ الأَوَّلِ منْ حيَاتي
أَتجوَّلُ هُنا مرَّةً أُخرى
*
علَى الرَّغمِ منْ نصيحةٍ
لإِجراءِ عمليَّةٍ جراحيَّةٍ
أُريدُ أَن أَبقَى امرأَةً -
إِلى حدِّ الإِغماءِ
أُغنيةُ النَّبعِ
*
فِي لحظةِ أَنْ
دخلتُ المضيقَ
الأَظافرُ المحبَّرةُ
لقابضِ الأَرواحِ
تتمخلبُ تِجاهي
*
خشيةَ أَن نَضِلَّ
دربُ التَّبَّانةِ
حدثَ أَنِ
انزلقَ بينَ
أَصابعِنا المتشابكةِ
*
في اقترابِ الذِّكرى السَّنويَّةِ لوفاتِها،
أَجلسُ بجانبِ ذِكرياتي -
خلالَ المساءِ
صوتٌ جميلٌ
للزِّيزِ (تسوكوتسوكو)
دربُ التَّبَّانةِ
حدثَ أَنِ
انزلقَ بينَ
أَصابعِنا المتشابكةِ
*
في اقترابِ الذِّكرى السَّنويَّةِ لوفاتِها،
أَجلسُ بجانبِ ذِكرياتي -
خلالَ المساءِ
صوتٌ جميلٌ
للزِّيزِ (تسوكوتسوكو)
*
العثورُ علَى عزاءٍ
فِي المستحيلِ
أَنا هُنا
فِي فقاعةِ حمَّامٍ
معطَّرةٍ بغابةٍ خضراءَ
*
الخريفُ،
كمانٌ ينتحبُ -
عندَما يحلُّ اللَّيلُ
أُوه، يا أُمِّي، أَرجوكِ
دَعيني أَبكِي
*
سأَذهبُ وأَضعُ
كلَّ ذِكرياتي العزيزةِ
فِي المحيطِ
حيثُ تَعومُ كتلُ
العثورُ علَى عزاءٍ
فِي المستحيلِ
أَنا هُنا
فِي فقاعةِ حمَّامٍ
معطَّرةٍ بغابةٍ خضراءَ
*
الخريفُ،
كمانٌ ينتحبُ -
عندَما يحلُّ اللَّيلُ
أُوه، يا أُمِّي، أَرجوكِ
دَعيني أَبكِي
*
سأَذهبُ وأَضعُ
كلَّ ذِكرياتي العزيزةِ
فِي المحيطِ
حيثُ تَعومُ كتلُ
أَعشابِ (هونداوارا)
*
عندَما أُغلقَ الحوضُ
أَمامَ الجمهورِ
صَمَتَ،
ونامَ سَمكُ (الأَبراميسِ)
بِعُيونهِ المفتوحةِ علَى اتِّساعِها
*
غيرَ مرئيٍّ
*
عندَما أُغلقَ الحوضُ
أَمامَ الجمهورِ
صَمَتَ،
ونامَ سَمكُ (الأَبراميسِ)
بِعُيونهِ المفتوحةِ علَى اتِّساعِها
*
غيرَ مرئيٍّ
يَبكي طائرُ القيثارةِ
الَّذي تخلَّى عنهُ
وهجَرهُ
عالمُ البشريَّةِ
*
مقارنةُ
نغماتِ الرِّيحِ المُنسجمةِ -
بلطفٍ
فراشةٌ زرقاءُ
تُفرْشِي شحمةَ أُذني
*
كأَنَّما
سقوطٌ
فِي داخلِ المجرَّةِ،
أَودُّ أَن أَسقطَ
فِي قلبِكَ
*
يكبرُ ابنِي
ليبدُوَ مثلَ والدِي
الَّذي هجَرني -
أُحاولُ أَن لاَ تكونَ علَى البالِ
الَّذي تخلَّى عنهُ
وهجَرهُ
عالمُ البشريَّةِ
*
مقارنةُ
نغماتِ الرِّيحِ المُنسجمةِ -
بلطفٍ
فراشةٌ زرقاءُ
تُفرْشِي شحمةَ أُذني
*
كأَنَّما
سقوطٌ
فِي داخلِ المجرَّةِ،
أَودُّ أَن أَسقطَ
فِي قلبِكَ
*
يكبرُ ابنِي
ليبدُوَ مثلَ والدِي
الَّذي هجَرني -
أُحاولُ أَن لاَ تكونَ علَى البالِ
لاَ مُبالاةِ الإِلهِ
*
طائرُ الذّعرةِ
ينقرُ الحصَى
علَى ضفَّةِ النَّهرِ -
معكَ، وفيكَ، أَقضِي
ذِكرى وفاتِكَ
*
طائرُ الذّعرةِ
ينقرُ الحصَى
علَى ضفَّةِ النَّهرِ -
معكَ، وفيكَ، أَقضِي
ذِكرى وفاتِكَ
*
سأَترُكُ
ذكرياتِ الحبِّ
لتعومَ
فوقَ مدِّ وجزرِ
بحرِ (سارجاسو)
*
هلْ هوَ روحُ الشَّرِ
أَو الإِلهُ،
هذَا الفَتى الوسيمُ (ماساي) -
جسمهُ اللاَّمعُ
لهُ لمعانُ الحريرِ
*
نَعودُ
نعودُ إِلى الحمضِ النُّوويِّ القِرمزيِّ
للخطيئةِ الأَصليَّةِ
علَى طولِ الطَّريقِ إِلى رحمِ
أُمِّ قابيلَ، حوَّاء
*
انضَمَمْنا معًا بوساطةِ حبلِه السُّريِّ
أَحملُ ابنِي- ثمَّ
كلُّ النُّجومِ فِي السَّماءِ
تَسقطُ عليَّ
*
فِي حوضِ الشَّمسِ
خطوطُ سككٍ حديديَّةٍ صدئةٍ -
تلكَ سنواتُ المراهقةِ
مثلَ الحُمَّى
عَدَّتْ سريعًا منْ خلاَلي
*
حينَ تذهبُ إِلى الماضِي
صوتُ عجلاتِ السَّيارةِ تلكَ كأَنَّها
تجرُّ شُعوري
سأَترُكُ
ذكرياتِ الحبِّ
لتعومَ
فوقَ مدِّ وجزرِ
بحرِ (سارجاسو)
*
هلْ هوَ روحُ الشَّرِ
أَو الإِلهُ،
هذَا الفَتى الوسيمُ (ماساي) -
جسمهُ اللاَّمعُ
لهُ لمعانُ الحريرِ
*
نَعودُ
نعودُ إِلى الحمضِ النُّوويِّ القِرمزيِّ
للخطيئةِ الأَصليَّةِ
علَى طولِ الطَّريقِ إِلى رحمِ
أُمِّ قابيلَ، حوَّاء
*
انضَمَمْنا معًا بوساطةِ حبلِه السُّريِّ
أَحملُ ابنِي- ثمَّ
كلُّ النُّجومِ فِي السَّماءِ
تَسقطُ عليَّ
*
فِي حوضِ الشَّمسِ
خطوطُ سككٍ حديديَّةٍ صدئةٍ -
تلكَ سنواتُ المراهقةِ
مثلَ الحُمَّى
عَدَّتْ سريعًا منْ خلاَلي
*
حينَ تذهبُ إِلى الماضِي
صوتُ عجلاتِ السَّيارةِ تلكَ كأَنَّها
تجرُّ شُعوري
فِي نهايةِ الأُسبوعِ
منْ ذيلهِ بعيدًا
*
تمكَّنَ
بملايينَ لاَ تُحصَى منَ
النُّجومِ الصَّامتةِ،
وليلةً بليلةٍ
أَن يكبرُ طِفلي
*
يَنبغِي أَن يكونَ هناكَ
رجلٌ يبيعُ الوقتَ،
سوفَ أَشتريهِ -
إِذا هوَ وقتٌ
أَستطيعُ الاعتقادَ بهِ
*
جَنبًا إِلى جَنبٍ معَ صَديقتي،
يخبرُها
القصَّةَ الكاملةَ
أَرى ليلةً تتعمَّقُ
فوقَ جسرِ (هاربور)
*
مَهلاً أَيَّتها الأَقراطُ الجديدةُ،
أَنتِ الَّتي لاَ تعرفينَ
أَنَّه فَقدتُ حبِّي،
أَحضِري لِي النَّسائمَ
منَ المحيطِ!
*
أَنتم يَا كلَّ الرِّجالِ
الَّذينَ تتحلَّقونَ حَولي -
شعرتُ أَنَّكم أَقلُّ
منْ ذيلهِ بعيدًا
*
تمكَّنَ
بملايينَ لاَ تُحصَى منَ
النُّجومِ الصَّامتةِ،
وليلةً بليلةٍ
أَن يكبرُ طِفلي
*
يَنبغِي أَن يكونَ هناكَ
رجلٌ يبيعُ الوقتَ،
سوفَ أَشتريهِ -
إِذا هوَ وقتٌ
أَستطيعُ الاعتقادَ بهِ
*
جَنبًا إِلى جَنبٍ معَ صَديقتي،
يخبرُها
القصَّةَ الكاملةَ
أَرى ليلةً تتعمَّقُ
فوقَ جسرِ (هاربور)
*
مَهلاً أَيَّتها الأَقراطُ الجديدةُ،
أَنتِ الَّتي لاَ تعرفينَ
أَنَّه فَقدتُ حبِّي،
أَحضِري لِي النَّسائمَ
منَ المحيطِ!
*
أَنتم يَا كلَّ الرِّجالِ
الَّذينَ تتحلَّقونَ حَولي -
شعرتُ أَنَّكم أَقلُّ
مثلمَا هبوبُ رياحِ البحرِ، وأَكثرُ
مثلمَا لمعانُ الضَّوءِ علَى الموجِ
*
عاليًا
علَى شجرةٍ عاريةٍ
أَتى فصلُ الشِّتاءِ
حاملاً معهُ
رسائلَ للفقيدِ
*
حياةُ شخصٍ مَا
لاَ يمكِنُ أَن تُعهدَ مرَّةً أُخرى
إِلى آخرَ
علَى أَنَّه يمكِنُ توقيتُ
سَلقِ بيضةٍ جيِّدةٍ
*
التَّفكيرُ بشأْنِ اليومِ
أَنا أَميلُ نحوَ
مثلمَا لمعانُ الضَّوءِ علَى الموجِ
*
عاليًا
علَى شجرةٍ عاريةٍ
أَتى فصلُ الشِّتاءِ
حاملاً معهُ
رسائلَ للفقيدِ
*
حياةُ شخصٍ مَا
لاَ يمكِنُ أَن تُعهدَ مرَّةً أُخرى
إِلى آخرَ
علَى أَنَّه يمكِنُ توقيتُ
سَلقِ بيضةٍ جيِّدةٍ
*
التَّفكيرُ بشأْنِ اليومِ
أَنا أَميلُ نحوَ
النَّجمِ المُستعرِّ الأَعظمِ -
منْ مسافةِ قشعريرةِ بردٍ،
إِخطارًا لمرَضِي
*
مَا تقولُ
فِي صَوتي المفضَّلِ
يهبُّ
منْ شفتَيْكَ
بوساطةِ نسيمٍ مالحٍ
*
أَنا طُعِنتُ
بعينَيْكَ اللَّطيفتَينِ
فِي صيفِ
قيثارةٍ ومحيطٍ
يغنِّيانِ فِي نَوبةٍ
*
لَا أَتوقَّعُ
شيئًا فِي العودةِ
إِلى هذَا الحبِّ
ذِي اللَّونِ النِّيليِّ الشَّفَّافِ
الأَعمق منَ المحيطِ
*
علَى أَرضِ المعركةِ
يشحبُ القمرُ
شيئًا فشيئًا
أَنا أَضمحلُّ،
وأَفقدُ نَفْسي أَيضًا
*
أُراقبُ
قطرةَ سمٍّ
تتحوَّلُ شفَّافةً
تنظرُ إِلى نصفِ القمرِ،
حيثُ تعيشُ والدَتي الآنَ
*
فجأَةً
ظلُّ قملةٍ
يكبرُ بتزايدٍ -
بعدَ احتضانٍ
صعبِ المقاومةِ
*
أُوازِنُ
العزلةَ معَ
الحرِّيَّةِ -
السَّماءُ شديدةُ الزُّرقةِ
فِي يومِ الاعتدالِ الرَّبيعيِّ هذَا
*
خمسُ سنواتٍ الآنَ
مُذْ جلستُ هناكَ
معَ أُمٍّ
تتعشَّى علَى معكرونةٍ
مُنكَّهةٍ بالأُترجِ
*
وادُ البحرِ الضَّيِّقُ
يَبكي بصمتٍ
مِثلما أَعبرُ
مخفِيةً مرضِي
فِي داخِلي
*
أَحيانًا أَتمنَّى
للأَكتافِ أَن تتَّكئَ -
هناكَ ريحٌ مريرةٌ
مثلَ تسليمِ رسائلٍ
بعدَ مَوتي
*
ربَّما منَ الأَفضلِ
عدمُ معرفةِ عمقِ
جُروحِها -
منْ مسافةِ قشعريرةِ بردٍ،
إِخطارًا لمرَضِي
*
مَا تقولُ
فِي صَوتي المفضَّلِ
يهبُّ
منْ شفتَيْكَ
بوساطةِ نسيمٍ مالحٍ
*
أَنا طُعِنتُ
بعينَيْكَ اللَّطيفتَينِ
فِي صيفِ
قيثارةٍ ومحيطٍ
يغنِّيانِ فِي نَوبةٍ
*
لَا أَتوقَّعُ
شيئًا فِي العودةِ
إِلى هذَا الحبِّ
ذِي اللَّونِ النِّيليِّ الشَّفَّافِ
الأَعمق منَ المحيطِ
*
علَى أَرضِ المعركةِ
يشحبُ القمرُ
شيئًا فشيئًا
أَنا أَضمحلُّ،
وأَفقدُ نَفْسي أَيضًا
*
أُراقبُ
قطرةَ سمٍّ
تتحوَّلُ شفَّافةً
تنظرُ إِلى نصفِ القمرِ،
حيثُ تعيشُ والدَتي الآنَ
*
فجأَةً
ظلُّ قملةٍ
يكبرُ بتزايدٍ -
بعدَ احتضانٍ
صعبِ المقاومةِ
*
أُوازِنُ
العزلةَ معَ
الحرِّيَّةِ -
السَّماءُ شديدةُ الزُّرقةِ
فِي يومِ الاعتدالِ الرَّبيعيِّ هذَا
*
خمسُ سنواتٍ الآنَ
مُذْ جلستُ هناكَ
معَ أُمٍّ
تتعشَّى علَى معكرونةٍ
مُنكَّهةٍ بالأُترجِ
*
وادُ البحرِ الضَّيِّقُ
يَبكي بصمتٍ
مِثلما أَعبرُ
مخفِيةً مرضِي
فِي داخِلي
*
أَحيانًا أَتمنَّى
للأَكتافِ أَن تتَّكئَ -
هناكَ ريحٌ مريرةٌ
مثلَ تسليمِ رسائلٍ
بعدَ مَوتي
*
ربَّما منَ الأَفضلِ
عدمُ معرفةِ عمقِ
جُروحِها -
هادئةً أَسأَلُ
كمْ عددُ مُكعَّباتِ السُّكَّرِ؟
*
كمْ صغيرةً
أَنا فعلاً
هُنا بينَ
حقلِ البطاطسِ
والسَّماءِ الشَّاسعةِ
*
لنْ نعرفَ
إِذا هيَ لطيفةٌ
حتَّى نُدِيرَها -
أَنا أُومئُ كمَا لَو أَنَّ
هذهِ لاَ تَعنِيني
حتَّى الأَيَّامُ الممطرةُكمْ عددُ مُكعَّباتِ السُّكَّرِ؟
*
كمْ صغيرةً
أَنا فعلاً
هُنا بينَ
حقلِ البطاطسِ
والسَّماءِ الشَّاسعةِ
*
لنْ نعرفَ
إِذا هيَ لطيفةٌ
حتَّى نُدِيرَها -
أَنا أُومئُ كمَا لَو أَنَّ
هذهِ لاَ تَعنِيني
علَى الشَّاطئِ
ليستْ سيِّئةً،
أَهمسُ فِي أُذنِ
طائرةِ (لابرادور) السَّوداءِ
*
أَصواتُ
قطَّةٍ ترعَى نفسَها
فِي (تُونسَ)
كلُّ الحجارةِ المرصوفةِ
علَى نحوٍ مُشتعلٍ لدَى غروبِ الشَّمسِ
*
أُقطِّعُ قَدمِي
علَى جذرِ شجرةٍ
شعرتُ
بكآبةِ (ديكارت)
تنزلقُ ببطءٍ نَحْوي
*
إِذاً لِـمَنْ
أَزهرْتُ؟
أُلقي نظرَتي
علَى ضَوءِ وظلِّ
الماضِي البعيدِ
*
دمعةٌ حارَّةٌ
لـمَّا استَفقتُ
منْ حُلمِ
مَن يُشدُّ إِلى الخلفِ
منْ حافَّةِ الجُرفِ
*
أَغمسُ أَصابعَ قَدمِي
فِي الماءِ الأَزرقِ
للخليجِ الصَّغيرِ،
شعرتُ بجسدِي
دمعةٌ حارَّةٌ
لـمَّا استَفقتُ
منْ حُلمِ
مَن يُشدُّ إِلى الخلفِ
منْ حافَّةِ الجُرفِ
*
أَغمسُ أَصابعَ قَدمِي
فِي الماءِ الأَزرقِ
للخليجِ الصَّغيرِ،
شعرتُ بجسدِي
تدفَّقَ بالحياةِ
*
أَتمنَّى
أَن أَستطيعَ أَن أُولدَ منْ جديدٍ
شجرةَ إِسكدنيا -
بعدَها لاَ أَرغبُ
أَن أُحبَّكَ كثيرًا
*
كَم مُبهِرًا -
وراءَ الأُفقِ
هذَانِ اللَّذانِ
لنْ يعُودا إِليَّ أَبدًا؛ أَنتَ
ونسيمُ صيفِنا
*
مثلَ غيومٍ
تلاشتْ منْ بِركةٍ صغيرةٍ
فِي ذلكَ الصَّباحِ
والدِي
اختفَى بصمتٍ
*
ظِلَّلانا
يمتدَّانِ-
يَا الله،
لماذَا أَنا الحمَلُ،
ولماذَا هوَ الذِّئبُ؟
*
الأُمُّ
الَّتي تَسكنُ فِي داخِلي
تبتسمُ
بَينما تَرعَى رضيعًا،
أُمٌّ أَصغرُ سنًّا ممَّا هيَ الآنَ
*
أُمِّي
أَصبحتْ
طِفلي الحبيبَ،
وضعتُهُ فِي السَّريرِ
فِي غرفةٍ بيضاءَ نظيفةٍ
*
حيَاتي
بِلا مُستقبلٍ -
إِبَّانَ الوقتِ
زِدْتُ ثقوبَ الأَقراطِ
فِي واحدةٍ مِن شَحمتيِّ الأُذنِ
*
الوقتُ بعدَ الموتِ،
لاَ يقاسُ -
سأَضعُ معًا
حُزمةً منَ الأَضواءِ الخافتةِ
وأَسيرُ علَيْها
*
ربَّما تكونُ هناكَ فقطْ
*
أَتمنَّى
أَن أَستطيعَ أَن أُولدَ منْ جديدٍ
شجرةَ إِسكدنيا -
بعدَها لاَ أَرغبُ
أَن أُحبَّكَ كثيرًا
*
كَم مُبهِرًا -
وراءَ الأُفقِ
هذَانِ اللَّذانِ
لنْ يعُودا إِليَّ أَبدًا؛ أَنتَ
ونسيمُ صيفِنا
*
مثلَ غيومٍ
تلاشتْ منْ بِركةٍ صغيرةٍ
فِي ذلكَ الصَّباحِ
والدِي
اختفَى بصمتٍ
*
ظِلَّلانا
يمتدَّانِ-
يَا الله،
لماذَا أَنا الحمَلُ،
ولماذَا هوَ الذِّئبُ؟
*
الأُمُّ
الَّتي تَسكنُ فِي داخِلي
تبتسمُ
بَينما تَرعَى رضيعًا،
أُمٌّ أَصغرُ سنًّا ممَّا هيَ الآنَ
*
أُمِّي
أَصبحتْ
طِفلي الحبيبَ،
وضعتُهُ فِي السَّريرِ
فِي غرفةٍ بيضاءَ نظيفةٍ
*
حيَاتي
بِلا مُستقبلٍ -
إِبَّانَ الوقتِ
زِدْتُ ثقوبَ الأَقراطِ
فِي واحدةٍ مِن شَحمتيِّ الأُذنِ
*
الوقتُ بعدَ الموتِ،
لاَ يقاسُ -
سأَضعُ معًا
حُزمةً منَ الأَضواءِ الخافتةِ
وأَسيرُ علَيْها
*
ربَّما تكونُ هناكَ فقطْ
القصائدُ الَّتي
يمكِنُني أَن أَكتُبها -
أُفضِّلُ أَشجارَ الكرزِ
بعدَ إِزهارِها
*
فاقدةَ الوعيِ
تنامُ أُمِّي،
منْ جانبِها
أَزحتُ قليلاً
منْ وقتِ هذَا العالمِ
*
سأَعيشُ أُغذِّي حَسرَتي -
عندَ قَدمِي
صمتُ الحبِّ
مُلتفٌّ
يمكِنُني أَن أَكتُبها -
أُفضِّلُ أَشجارَ الكرزِ
بعدَ إِزهارِها
*
فاقدةَ الوعيِ
تنامُ أُمِّي،
منْ جانبِها
أَزحتُ قليلاً
منْ وقتِ هذَا العالمِ
*
سأَعيشُ أُغذِّي حَسرَتي -
عندَ قَدمِي
صمتُ الحبِّ
مُلتفٌّ
مثلَ مُويجاتٍ
*
مَا الفراغُ، هذهِ -
الَّتي علَى سطحِ
السَّبخةِ
ساقا مالكِ الحزينِ،
تُلقِيانِ ظلالاً طويلةً
*
فِي النِّهايةِ
سأَكونُ
لاَ شيءَ سِوى الرُّوحِ،
العَينانِ والأُذنانِ
ذَهبتْ كلُّها
*
فِي قَشعريرةٍ صباحًا
أُدرِكُ أَنَّ
لأُمِّي
لنْ يكونُ هناكَ
صيفٌ مُقبِلٌ
*
أُمِّي ميِّتةٌ -
تحتَ ذِكرَياتي،
مثلَ طنينٍ فِي الأُذنينِ
الضَّوءُ المنحَسرُ
لمنتصفِ الصَّيفِ
*
هلْ يُمكِنني أَن أُحبَّ مرَّةً أُخرى،
وهلْ لا أَزالُ أَمتلكُ
الشَّجاعةَ
للسُّقوطِ
رأْسًا علَى عقبٍ؟
*
تشرقُ الشَّمسُ
فِي زَوايا البابِ الزُّجاجيِّ -
مخلِّفةً وراءَها
رسالةً غيرَ مُنتهيةٍ
*
المحبَّةُ
*
مَا الفراغُ، هذهِ -
الَّتي علَى سطحِ
السَّبخةِ
ساقا مالكِ الحزينِ،
تُلقِيانِ ظلالاً طويلةً
*
فِي النِّهايةِ
سأَكونُ
لاَ شيءَ سِوى الرُّوحِ،
العَينانِ والأُذنانِ
ذَهبتْ كلُّها
*
فِي قَشعريرةٍ صباحًا
أُدرِكُ أَنَّ
لأُمِّي
لنْ يكونُ هناكَ
صيفٌ مُقبِلٌ
*
أُمِّي ميِّتةٌ -
تحتَ ذِكرَياتي،
مثلَ طنينٍ فِي الأُذنينِ
الضَّوءُ المنحَسرُ
لمنتصفِ الصَّيفِ
*
هلْ يُمكِنني أَن أُحبَّ مرَّةً أُخرى،
وهلْ لا أَزالُ أَمتلكُ
الشَّجاعةَ
للسُّقوطِ
رأْسًا علَى عقبٍ؟
*
تشرقُ الشَّمسُ
فِي زَوايا البابِ الزُّجاجيِّ -
مخلِّفةً وراءَها
رسالةً غيرَ مُنتهيةٍ
*
المحبَّةُ
كِلاَ الرَّعدِ وحمَّامِ المساءِ
أَنا أُحبُّ
الصَّيفَ الَّذي يَقتلعُني
ويَحملُني بعيدًا
*
الكلُّ وَحدهُ
فِي مكانٍ بعيدٍ
يَدورُ
حولَ كَونٍ صغيرٍ،
برقوقٌ فِي الفضاءِ
*
عندَما أُمِّي
انزَلقتْ بصمتٍ
منْ حياتِها،
سعيتُ إِلى نجمٍ جديدٍ
فِي دربِ التَّبَّانةِ
*
رمادٌ هادئٌ
يستمرُّ فِي السُّقوطِ
علَى هذهِ القريةِ المدمَّرةِ
حيثُ مثلَ الصُّراخِ
يضيءُ الصَّمتُ
*
بعدَ كلِّ سنواتِ
أُمٍّ واحدةٍ
معَ ابنةٍ واحدةٍ،
هذَا الفضاءُ الفارغُ -
قمرٌ رصاصيٌّ- رماديٌّ
*
أَرى باقترابٍ
أَنا أُحبُّ
الصَّيفَ الَّذي يَقتلعُني
ويَحملُني بعيدًا
*
الكلُّ وَحدهُ
فِي مكانٍ بعيدٍ
يَدورُ
حولَ كَونٍ صغيرٍ،
برقوقٌ فِي الفضاءِ
*
عندَما أُمِّي
انزَلقتْ بصمتٍ
منْ حياتِها،
سعيتُ إِلى نجمٍ جديدٍ
فِي دربِ التَّبَّانةِ
*
رمادٌ هادئٌ
يستمرُّ فِي السُّقوطِ
علَى هذهِ القريةِ المدمَّرةِ
حيثُ مثلَ الصُّراخِ
يضيءُ الصَّمتُ
*
بعدَ كلِّ سنواتِ
أُمٍّ واحدةٍ
معَ ابنةٍ واحدةٍ،
هذَا الفضاءُ الفارغُ -
قمرٌ رصاصيٌّ- رماديٌّ
*
أَرى باقترابٍ
قريةً خَرابًا
تَعوِي الرِّيحُ علَى ارتفاعٍ
كمَا لَو أَنَّ أَسماءَهم كلَّها
قدْ نُسِيتْ
*
أَحيانًا
بينمَا أُحدِّقُ فِي السَّماءِ
أُفكِّرُ
بالهيدروليكيَّةِ، مَا
يَدرسهُ ابنِي
تَعوِي الرِّيحُ علَى ارتفاعٍ
كمَا لَو أَنَّ أَسماءَهم كلَّها
قدْ نُسِيتْ
*
أَحيانًا
بينمَا أُحدِّقُ فِي السَّماءِ
أُفكِّرُ
بالهيدروليكيَّةِ، مَا
يَدرسهُ ابنِي
*
بدَا الأَمرُ كأَنَّني ضالَّةٌ
في ساعةِ رملٍ عملاقةٍ،
معَ كمِّيَّاتٍ منَ الرَّملِ
تسقطُ عليَّ
منْ آنٍ لآخرَ
*
ضعْ جرَّةَ ظهرِكَ
علَى والدتِكَ وسِرْ،
تَكبرُ قويًّا -
ريحُ طفولتِكَ
تهبُّ مُشرقةً فِي ذَاكِرتي
*
لقدْ ذهبتُ
لَم أَضعْها كلَّها
فِي كلماتٍ – الآنَ
أَصواتٌ منَ النَّهرِ
تَنمُو فِي داخِلي أَعلَى
بدَا الأَمرُ كأَنَّني ضالَّةٌ
في ساعةِ رملٍ عملاقةٍ،
معَ كمِّيَّاتٍ منَ الرَّملِ
تسقطُ عليَّ
منْ آنٍ لآخرَ
*
ضعْ جرَّةَ ظهرِكَ
علَى والدتِكَ وسِرْ،
تَكبرُ قويًّا -
ريحُ طفولتِكَ
تهبُّ مُشرقةً فِي ذَاكِرتي
*
لقدْ ذهبتُ
لَم أَضعْها كلَّها
فِي كلماتٍ – الآنَ
أَصواتٌ منَ النَّهرِ
تَنمُو فِي داخِلي أَعلَى
منقول من موقع فوبيا
* شاعرٌ وباحثٌ ومترجمٌ. نابلُس- فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق