صدر
حديثًا، عن الحضارة للنشر بالقاهرة، ديوان "بلوغ النهر"، وهو أحدث دواوين
الشاعر العراقي باسم فرات، والذي يضم ثلاثة وثلاثين نصًّا شعريًّا، في
تجربة فريدة، حيث كتبها في ستة من البلاد النائية، تغرَّب فيها، والْتَحم
بها، وتحاور معها، وحنَّ إليها كما حنَّ من قبل إلى وطنه العراق. وهي:
نيوزلاندا، اليابان، جمهورية لاوس، تايلند، فيتنام، وكمبوديا.
لقد
الْتحم بالبشر، بطقوسهم وطموحاتهم ولغاتهم ومعيشتهم، كما الْتحم بأنهارهم
وجبالهم ومدنهم، فكانت قصائد الديوان تقطر الْتحامًا بإنسان هذا العصر.
يقول الشاعر، في إحدى قصائد الديوان:
البراق يصل إلى هيروشيما
أمامَ قلعةِ هيروشيما
وحيدًا
يقفُ البراقُ
دونَ نبيّ يمتطيهِ
حاملاً أحلامًا
فقدتْ صلاحيّتَها
يجري النهرُ تحتهُ
نزقًا ينبضُ بالجنون ِ
كثيرونَ مرّوا من أمامِهِ
يُرَتّقونَ انشغالاتِهِمْ
ولم يرفعوا رؤوسَهم بعدُ
مُتجاهلينَ الغُبارَ وقد بنى
مستعمراتٍ على جناحيهِ
حتى الطيرُ الذي اتخَذَ من رأسِهِ
مكانًا لعُشِّهِ
ما عاد يُغري السائحينَ بالتقاطِ الصورِ التذكارية.
اليافطةُ وهيَ تئنّ تحت حوافرِهِ
استسلمتْ لوشاياتِ الزمنِ وسباقِ الأرَضةِ.
من فحولتِهِ يسخرُ المراهقون
قوائمُهُ التي كان يخبّ بها طويلاً
إيحاءٌ لمجاعاتٍ وأوبئةٍ.
بينما البراقُ منتظر من يواريه الترابَ بعيدًا
نسِيَ أن يَحلمَ بنـبيٍّ يمتطيه.
([1]) وسط هيروشيما ومقابل قلعتها ينتصب تمثال لفرس مجنّح، ذكرني بالبراق.
منقول من موقع النرد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق