الخميس، 17 أبريل 2014

غابرييل غارسيا مركيز


 رحل من عرف أن للإنسان أجنحة لا ترى فجعل الواقع سحرياً وسحر الخيال واقعاً يمشي على قديمن

«عظام الصدي‮».. قصة لصمويل بيكيت تنشر بعد رفضها من‮08 ‬سنة



داليا آلبيرج ت‮:‬‮ ‬أمير زكى

القصة الملغزة بعنوان‮ "‬عظام الصدي‮" ‬كان من المفترض أصلا أن تصبح القصة الأخيرة في المجموعة القصصية‮ "‬وخزات أكثر منها ركلات‮"‬،‮ ‬المجموعة المكونة من قصص متصلة ونشرت عام‮ ‬1934‭.‬‮ ‬ولكن الناشر في هذا الوقت،‮ ‬تشارلز برينتس بدار شاتو وويندوس،‮ ‬رفض الحكاية لأنها صعبة وغريبة جدا‮. ‬أبلغ‮ ‬برينتس الخبر لبيكيت في خطاب فظ‮: "‬إنها كابوس‮.. ‬إنها أغاظتني‮... ‬أنا متأكد أن عظام الصدي ستجعل الكتاب يفقد العديد من القراء‮. ‬سيضطرب الناس ويتحيرون ويرتبكون‮. ‬ولن يتحمسوا لتحليل الاضطراب‮". ‬مضيفا‮: "‬أنا أكره قول هذا‮".‬

القصة المكونة من‮ ‬13‭,‬500‮ ‬كلمة لم تُضَمَّن في المجموعة المنشورة وظلت مختبئة من ساعتها في الأراشيف الأمريكية،‮ ‬متلقية اهتماما محدودا من دارسي بيكيت‮. ‬نشر دار‮ "‬فيبر آند فيبر‮" ‬لها في‮ ‬17‮ ‬أبريل سيكون حدثا كبيرا للمعجبين بالكاتب الأيرلندي ومؤلف‮ "‬في انتظار جودو‮"‬،‮ ‬الذي مات عام‮ ‬1989‭.‬‮ ‬فاز بيكيت بجائزة نوبل في الأدب عام‮ ‬1968‮ ‬وألهم أدباء عظاما آخرين مثل هارولد بنتر‮.‬

حرر الطبعة الأخيرة من المجموعة د‮. ‬مارك نيكسون،‮ ‬القاريء بالأدب الحديث بجامعة ريدينج،‮ ‬وهو أيضا مدير مؤسسة بيكيت العالمية،‮ ‬هو رئيس مجتمع صمويل بيكيت ونشر بشكل واسع عن أعمال بيكيت‮. ‬كتب نيكسون في المقدمة‮: "‬الاعتبار الأدبي لعظام الصدي واضح‮: ‬وبالإضافة إلي ذلك هي وثيقة مهمة‮".‬

كان برينتس ناشرا يصعب إرضاؤه‮. ‬عام‮ ‬1932‮ ‬رفض أيضا عمل بيكيت السردي الأساسي الأول وهو روايته‮: "‬حلم جميل لنساء عاديات‮" ‬كـ‮ "‬شي‮ ‬غريب‮" ‬علي الرغم من أنه اعترف لاحقا بأن‮ "‬ربما كنت علي خطأ‮". ‬شعر أن المشكلة هي أنه‮ "‬لم يفهم نصفها‮". ‬حتي نشرت بعد وفاة بيكيت عام‮ ‬1992

عندما تلقي برينتيس المسودة لمجموعة‮ "‬وخزات أكثر منها ركلات‮" ‬في سبتمبر‮ ‬1933،‮ ‬طلب من بيكيت أن يزيد حجمها بإضافة قصة أخري‮: "‬10‭,‬000‮ ‬كلمة أخري أو حتي‮ ‬15‭,‬000‮ ‬لهذا الغرض،‮ ‬وأنا متأكد أن هذا سيساعد الكتاب‮". ‬ولكن برفضه لعظام الصدي،‮ ‬نشر المجموعة بعد عدة أشهر بـ‮ ‬10‮ ‬قصص وليس‮ ‬11

القصة المرفوضة تحتوي علي بطل القصة التاسعة،‮ ‬الأصفر‮. ‬في‮ "‬الأصفر‮" ‬الشخصية الرئيسية،‮ ‬بيلاكوا،‮ ‬يموت بعد إجراء جراحة في المستشفي‮. ‬في‮ "‬عظام الصدي‮" ‬يواجه بيلاكوا ما بعد الموت.في ديسمر عام‮ ‬1933،‮ ‬كتب بيكيت لصديق أن رفض القصة‮ "‬التي وضعت فيها كل ما أعرفه والكثير مما أنا مهتم به بشكل كبير،‮ ‬أحبطني بعمق‮".‬

يعتقد نيكسون أن فشل القصة دفع بيكيت ليكتب قصيدة بالاسم نفسه،‮ ‬ليستخدم العنوان مجددا في مجموعته الشعرية الأولي‮ "‬عظام الصدي ورواسب أخري‮"‬،‮ ‬التي نشرت عام‮ ‬1935‭.‬

يكتب في المقدمة أنه بالقراءة الأولي لقصة‮ "‬عظام الصدي‮" ‬لا يمكن للمرء سوي أن يتعاطف مع قرار برينتس،‮ ‬لأن القصة‮ "‬صعبة وغامضة في بعض الأحيان‮" ‬مضيفا‮ "‬ولكن إن كانت القصة جامحة وغير منظمةـ فهي كذلك بشكل رائع‮... ‬عظام الصدي بلا شك دالة بشكل مكثف،‮ ‬جويسية أكثر من أي عمل مبكر آخر بيكيت؛ سواء في المستوي السردي أو البناء،‮ ‬انها تستخدم مساحة من المواد،‮ ‬من العلوم إلي الفلسفة إلي الدين إلي الأدب‮... ‬وتمزج الحكايات الخيالية بالأحلام القوطية بالأساطير الكلاسيكية،‮ ‬عظام الصدي في أجزاء منها قصة رائعة ممتلئة بالعمالقة والمنازل الشجرية ونباتات اللفاح والنعام وعوش الغراب،‮ ‬تميل إلي تقليد القصص الشعبية كما اشتهرت علي يدي ييتس والأخوين جريم‮".‬

سئل نيكسون لم استغرق هذا الوقت الطويل قبل نشر القصة،‮ ‬فأجاب لجريدة الأوبزرفر‮: "‬أثناء حياته،‮ ‬كان بيكيت أقرب للسلبية تجاه معظم أعماله التي كتبت في الثلاثينيات،‮ ‬وكان متحفظا تجاه السماح بإعادة نشر النصوص التي نشرت في هذا العقد‮... ‬لم نكن لننشر هذا النص لو كان ببساطة قد تجاهلها أثناء عملية الكتابة‮. ‬أراد بيكيت بشكل واضح أن ينشر النص،‮ ‬وهذا هو سبب أنه كتبه وقدمه لدار شاتو،‮ ‬ليكون تحت تصرفهم‮". ‬إدوارد بيكيت ابن أخ الكاتب والقيم علي أعماله صرح للأوبزرفر‮: "‬هذا نص مهم جدا،‮ ‬أمر طيب أن يصير متاحا بعد وقت طويل‮".‬

عن الجارديان

منقول من موقع أخبار الأدب