الأربعاء، 11 يوليو 2012

TCHICAYA U TAMSI تشيكايا أوطمسي وثورة إفريقيا الأولى



كان تشيكايا أوطمسي أول شعراء إفريقيا الذين تغنّوا بانتصارات الثورة الجزائرية، ولا غرو في ذلك، فشاعر الكونغو الكبير كان من أقرب الناس لبتريس لومومبا زعيم ثورة الكونغو، كما كان أول مثقف كونغولي يزور فرانز فانون في أكرا بعد أن عينته الثورة الجزائرية سفيرا لها في عاصمة غانا. الشاعر والفكر، محمّس الجماهير ومرشدها التقيا وهما يحلمان بإفريقيا حرة وموحدة.
لكن "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" قتل باتريس لومومبا ودخلت الكونغو في حرب أهلية مرعبة، فشد تشيكايا أوطمسي الرحال إلى أوروبا، لم يبق له سوى كتابة الشعر، بلسم جراح الغمة وأمل المقهورين، كل المقهورين في عالم يأكل أقوياؤه ضعفاءه.
ابتققون الانتصار تلو الانتصار.
من سنة 1958 إلى سنة 1961 تاريخ اغتيال باتريس لومومبا، كتب تشيكايا أوطمسي عشرات القصائد الثورية، في الكثير من هذه القصائد، كان يرى أن الشعب الجزائري هو المثال الذي يجب أن تحذو حذوه كل شعوب إفريقيا ففي قصيدة "قد يجرح الطائر وينجو" يقوداء من سنة 1958، انصب كل شعر تشيكايا أوطمسي على تحميس الشعب الكونغولي ليتخلص من الاستعمار البلجيكي الشرس. كانت الثورة الجزائرية يومها في أوج قوتها، فبالرغم من حشد فرنسا لكل جيوشها المدججة بالأسلحة الفتاكة وكل طاقاتها المخابراتية وبالرغم من تجنيد عشرات الآلاف من الحرْكة والمتعاملين إضافة إلى جلب آلاف المجندين السينغاليين راح جنود جبهة التحرير الوطني يحل الشاعر من بين ما يقول 
"كذب الصياد
وتضببت عيناه 
الطائر ما زال يحلق 
كذا ثورة الجزائر
لها أجنحة اللقلق 
لها خفة البلبل
إذ يطير ويغني 
مانحا رصاص 
المكافحين رنة 
تصبغ الموت ببلسم
الانتصار
ولا انتصار إلا انتصار 
الثوار
فيا ثوار الجزائر أنتم 
أبطالنا
أنتم أملنا
أنتم أمل إفريقيا"
الآن وبعد مرور أربع وخمسين سنة على هذه القصيدة صرح تشيكايا أوطمسي يوم 06 ديسمبر سنة 2011 : "ما زالت ثورة الجزائر في قلبي. كنت أحلم بنصرها ونصر كل إفريقيا وكان ذلك هو حلم باتريس لومومبا قبل أن يغتال فيغدر الكونغو في أول وآخر زعمائه الثوريين". 
يكتبها: جيلالي خلاص

منقول من موقع جريدة الفجر الجزائرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق