الأحد، 16 سبتمبر 2012

لوحة "صبرا وشاتيلا" بمتحف تايت اللندني

 
ضم متحف "تايت موديرن" الشهير في لندن لوحة "صبرا وشاتيلا" للفنان العراقي ضياء العزاوي إلى مجموعته الدائمة، وستعرض اللوحة مع مجموعة من أعمال كبار الفنانين العالميين أمثال بابلو بيكاسو وسلفادور دالي وجورج براك وخوان ميرو وغيرهم.
كما سيستقبل المتحف في العاشر من الشهر الحالي الفنان العراقي لإجراء حوار معه سيتركز دون شك على لوحته التي استوحاها من المجزرة التي وقعت عام ١٩٨٢ وذهب ضحيتها مئات الفلسطينيين العزل في مخيمي صبرا وشاتيلا ببيروت.
واللوحة المذكورة متعددة المصاريع وبحجم 7.5 أمتار طولا و3 أمتار عرضا، وقد أنجزها الفنان العراقي بالحبر الصيني على ورق ملصق على قطعة قماش في اليوم التالي من وقوع المجزرة كصرخة غضب على هذا الحدث المروع.
وعن ظروف إنجاز هذا العمل، يقول العزاوي "لم يكن بين يدي آنذاك سوى لفافة كبيرة من الورق. ومن دون تحضير أو تخطيط مسبق، قفزت فكرة اللوحة إلى رأسي. وقد حاولت فيها استعادة تجربتي الخاصة داخل هذا المخيم في بداية السبعينيات، بغرفه الصغيرة وأزقّته الضيقة".
ويجسّد هذا العمل المجزرة المروعة من خلال سلسلة مشاهد مقطعة جمعت لخلق سردية تشهد على عنف الحرب ودمويتها. ويطغى على فضاء اللوحة صراخ صامت وأياد ممدودة بيأس وأشلاء بشرية مرسومة بخطوط سوداء قاتمة ملطخة في بعض الأماكن باللون الأحمر الذي يرمز إلى الدم المستباح.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه اللوحة -التي تذكّرنا في طريقة تشكيلها بلوحة بيكاسو "غرنيكا"- لم تعرض سوى مرة واحدة في العالم العربي عام ١٩٨٣ في الكويت، ثم عام ٢٠٠٣ في مدينة إكس أن بروفانس الفرنسية ضمن تظاهرة لتكريم الشاعر الفلسطيني محمود درويش وبحضوره.
ولا تعد "صبرا وشاتيلا" العمل الوحيد حول موضوع الحرب للعزاوي، الذي يعد أحد أكثر فناني جيله التزاما بكشف مآسي أمتنا العربية الناتجة عن الاضطرابات السياسية. فمنذ بداية السبعينيات، استكشف معاناة الفلسطينيين بلوحات مختلفة، كلوحة "شهادة على عصرنا" (١٩٧٢) التي استوحاها من أحداث "أيلول الأسود" في الأردن، وسلسلة اللوحات والرسوم التي أنجزها عام ١٩٧٦ حول معارك مخيم تل الزعتر في بيروت.
أما لوحة "روح مجروحة.. نبع ألم" (٢٠١٠) ولوحة "مرثية لمدينتي المحاصرة" (٢٠١١) فاستوحاهما من حرب العراق الأخيرة. ويعد العزاوي المولود عام 1939 بالعراق من أبرز التشكيليين العرب المعاصرين، هاجر منذ منتصف السبعينيات إلى أوروبا حيث يقيم حاليا، وشارك في العديد من المعارض الوطنية والدولية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق