الجمعة، 8 أكتوبر 2010

الإغتراب



لما يقتل البشر بعضهم البعض , ربما لا يريدون أن يروا الحقيقة , يريدون فقط أن يعيشوا في مستنقعٍ من السراب الدامس .



-1-

الإنسان = الحرية

والحرية تعني أن تطير بجناحي

الحق     والخير

وأن يسكنك الجمال



-2-

لكي ترى الحقيقة عليك أن تغمض عينيك وأن تترك قلبك وعقلك يبصران النور القادم من جوف الجحيم , نعم الجحيم , هذا الذي فتحت أبوابه بنفسك لتكبلها في غرفة مليئة بالإيهام والأغاليط غرفة مظلمة لا ترى منها سوى ما تريد أن تراه أو ما أراد سالب حريتك أن تراه حتى وأن أيقنتما أن الحياة  لايمكن أن  يوجد بها مثل هذه الغرفة من الأساس  .



الوعي أذن هو نقطة الصفر , فلا يمكنني أن أدرك ما لا أعيه , هو أذن نقطة البداية إلى نهاياةٍ متعددة , تلك التي تحمل معان مختلفة عن الذات والمعرفة والوجود , عن العلم والجمال والفن , عن الزمان والمكان , هو نقطة إنطلاق الذات لمعرفة تلك العوالم المتعددة والمتشابكة الداخلية والخارجية , لبناء نسق معرفي عن ما هو كائن وما يجب أن يكون .



ما هو الوعي , أعني كيف ينبثق هذا النور في جوف المادة , أعتقد أن الوعي مرتبط في الأساس بالروح , وقد يتسائل البعض كيف تستطيع أن تثبت هذا , أقول لهم عليكم أن تنظروا إلى أجسادكم تلك الماكينات المتحركة يميناً ويساراً , وأن تنظروا إلى أجساد الموتى , تلك الماكينات الساكنة , لا فرق بين هذه وتلك سوى في الروح , حتى وأن قال علماء البيولوجي أن لخلايا الجسد عمر محدد , هنا علي أن أسألهم , كيف يموت شاب في مقتبل العمر , كيف يموت ولازالت لخلاياه عمر مديد , ولا يوجد سبب بيئي أو عضوي لوفاته , لا فرق بين هذه وتلك أذن سوى في الروح , تلك التي لا أستطيع أن أعرف ماهيتها , لكنني لا أستطيع أن أنفي وجودها , وبنفس الأثبات السابق تصبح هي كنقيضها الموت , حقيقة ثابته وسر الكون العظيم .



يستطيع أذن علماء البيولوجي والبيولوجيا التطورية والنفس والإدراك والهندسة الوراثية , أن يروا أن عقولنا لدنة وصفحة بيضاء , يشكلها الواقع كيف يشاء , أو أنها أسيرة الإنتخاب الطبيعي للجينوم , أننا أصبحنا سيبورجات طبيعية أو لا , أو أن سلوكنا مرتبط بالوراثة والبيئة في آن , يستطيع العلم أن يتطور أكثر فأكثر , أن يبهرنا أكثر فأكثر , لكنه يقف عند الطبيعة الإجرائية للوعي , سواء كانت فيزيولوجية أو سيكولوجية , كما تقف الفلسفة , ولكن في ساحة الفكر والمنطق , أو حتى الحدس الذي لا يمكن تجزئته إجرائياً , لكنه يظل عملية تالية على الوعي , فلا يمكن أن أمارس الحدس على شيء لا أعيه في الأساس , الوعي أذن مرتبط بالروح , والروح كائن خفي , وستظل هكذا , لا يعرف سرها إلا الله .



فأذا نظرنا إلى عملية الإدراك على المستوى الفسيوسيكولوجي سوف نجدها تسير وفق المعادلات الأتية : وعي حسي للشيء ( بالحواس ) + وعي عصبي للتمييز أو التبويب ( داخل الدماغ ) + خبرات \ معارف سابقة بالدماغ = الإدراك , أو سيالات عصبية حسية ( بالحواس ) + سيالات عصبية دماغية آنية ( للتمييز والتصنيف ) + سيالات عصبية متوافقة سابقة ( بالذاكرة الطويلة ) = الإدراك , أو نظام الإستقبال ( بالحواس ) + نظام المعالجة العصبية ( بالدماغ ) = الإدراك , وإذا نظرنا إلى المعادلات السابقة سوف نجدها تسير وفق عمليات إجرائية بحتة , فالخلايا السائدة في الدماغ تتكون من نوعين الأولى رئيسية هرمية الشكل تقريباً ومهمتها إستقبال وإرسال النبضات العصبية وتعرف بالخلايا المثارة ويمكن تسميتها بالعاملات الشغالة للرسائل العصبية وبالتبعية الإدراك والوعي الإنساني بصفة عامة , والنوع الثاني من الخلايا يسمى الخلايا المانعة وهي أصغر حجماً من قرينتها ووظيفتها حجب الرسائل العصبية عن الخلايا المثارة التي لا يعنيها الأمر وتقوم الخلايا العصبية المثارة بثلاث وظائف رئيسية , الأولى إستقبال الرسائل العصبية من الخلايا الأخرى بواسطة منطقة الإستقبال أو الإدخال بالشعيرات الهيولية الدقيقة , والثانية دمج ومعالجة الرسائل العصبية المختلفة الواردة إليها من الخلايا أو المناطق الدماغية الأخرى للحصول على رسالة موحدة صالحة للسلوك الإنساني , بواسطة منطقة المعالجة الخلوية داخل جسم الخلية نفسها , والثالثة توجيه الرسائل العصبية المعالجة إلى الخلايا والمناطق الدماغية المعنية الأخرى بواسطة منطقتي الضخ والإخراج الإكسونية , وإذانظرنا إلى الذاكرة فسوف نجدها تتكون من نوعين القصيرة والطويلة , الأولى تتم بتشكيل سيالة عصبية مستمرة عبر الخلايا الدماغية المعنية طالما يخبر الفرد مُنبهاً خارجياً وتسمى هذه العملية عملية تشكيل وحدوث السيالة العصبية المؤقتة الحالية بمجال أو دائرة التردد العصبي , حيث تميل إستجابة الفرد بالذاكرة القصيرة إلى الحرفية لما شاهد أو سمع , أما في الذاكرة الطويلة فأن الإستجابة السلوكية الملاحظة تكون دائماً معدلة لما شاهده أو سمعه أو خبره الفرد , وذلك لكونها لا تنحصر فقط بالمنبه المباشر الذي أثار سيالة عصبية مؤقتة في الخلايا المعنية , بل بما يمتلكه الفرد أيضاً من سيالة دائمة ( معلومات مخزونة في الذاكرة الطويلة ) بخصوص موضوع المنبه بوجه عام (محمد زياد حمدان 1986 ) , ما أريد أن أقوله أن هذه العملية الإجرائية مرتبطة بالحواس والخلايا العصبية المختلفة , ولكن كيف تنشط هذه الحواس والخلايا العصبية وتقوم بعملها , ما الفرق بين وجودها في إنسانٍ ميت وآخر حي  , لا فرق بين هذه وتلك أذن سوى في الروح .



أما إذا نظرنا إلى الوعي على المستوى الفلسفي فسوف نجده يسير وفق آلياتٍ إجرائيةٍ منطقية  أو إلى الذات , فديكارت على سبيل المثال عندما أراد أن يثبت وجوده , أصدر الكوجيتو الشهير أنا أشك أذن أنا أفكر أنا أفكر أذن أنا موجود , فلا يمكن أن لا يكون موجوداً ما دام يفكر , ولا يمكن أن لا يكون يفكر ما دام يشك , فلابد أذن من وجود ذاتٍ مفكرةٍ وراء هذا الشك , لكنه لم يسأل كيف تنشط هذه الذات المفكرة في الأساس , هو بدأ أذن من حيث أنه يعي حتى وأن لم يرد ذلك , وجل ما فعله هو أنه إستطاع أن يثبت وجود هذه الذات من خلال عمليات إستنباطية مختلفة .



 ولنضرب مثلاً آخر بكانت فأذا تأملنا جيداً في مشكلة الوجود وعلاقته بالمعرفة عنده سوف نجدها تسير في مستويات عدة , أولها أن ما نراه هو مجرد إنطباعات حسية غير منظمة , تصبح مدركة حينما تنطبق عليها صورتا الحساسية الأولى وهما الزمان والمكان , ثم بعد ذلك تطبق على هذه المدركات الحسية مقولات قوة الفهم المختلفة مثل الكم والكيف وغيرهما , وإذا ما أنتقلنا إلى قوة النطق فسوف نجدها عبارة عن معان مثل ( الله والنفس والعالم ) وهي المعاني التي لا يمكن إخضاعها للتجربة ,  لذا سماها كانت المعاني المتعالية أو السامية أو الميتافيزيقا , كانت أذن ربط الوجود بالمعرفة وذلك من خلال شرطين الأول هو التأثيرات الحسية والثاني هو الصور الذاتية التي تنطبق عليها , كما أنه بدأ من حيث بدأ ديكارت أي من حيث أنه يعي ,  هذا بالإضافة إلى ربطه ما هو فسيولوجي بما هو منطقي وفقاً لآليات المنطق المختلفة , هو لم يسأل أذن كما لم يسأل ديكارت كيف تنشط هذه الذات المفكرة في الأساس .





والصورة هي هي بالنسبة للتجريبيون والواقعيون والبراجماتيون والوجوديون أو حتى بالنسبة لهيجل وبرجسون وغيرهما من الفلاسفة , وأن أختلفت نظرتهم إلى الوعي وبالتبعية المعرفة والوجود , فمنهم من يربط الوعي بعمليات فسيولوجية أو فسيوسيكولوجية وبالتبعية المعرفة والوجود بما هو كائن أومادي وملموس , ومنهم من يجعل الموضوع المُدرك منفصل تماماً عن الذات , ومنهم  من يربط المعرفة والوجود بالأفكار أوبنسق فكري يسير وفق أليات محددة لديالكتيك محكم , أويربطهما بالذات والتجربة الشعورية أو الذاتية , لكنهم جميعاً يبدأون من حيث أن هناك وعيٌ في الأساس , لينطلقوا من خلاله إلى  بناء تصورات مختلفة عن والذات والمعرفة والوجود .



الجسد أذن مرآة الوعي , والوعي مرآة الروح , والروح هبة الله , هي أذن إنبثاق النور في جوف المادة , وبدونها لا تبصر المرايا ولا تتحرك , هي الخط الفاصل بين الحياة والموت , بين الوجود والعدم , بين عالمٍ مدرك وعالمٍ لا محسوس , أو لنقل بين ذات قادرة على التمييز بين الحقيقة والوهم وذات لا ترى سوى الأخير في حياة نصنعها بنفسها لنموت فيها .



-3-

هنا

حيث الوعي واللاوعي يسيران في خطٍ مستقيمٍ سوياً

ألتقط التفاحة التي تصعد إلى أعلى

في ملحمة الهبوط



-4-

سيقف دارون عند الطبيعة الأجرائية للوعي , كما يقف أفلاطون

هو أذن

خطٌ أحمر



-5-


يخطأ العلماء في أعتقادي عندما ينظرون إلينا بنظرة داروينية بحته , عندما يعتقدون أننا مجرد تطور طبيعي لسلالة القردة العليا , صحيح نحن نتشابه مع القردة في الطبيعة الفزيولوجية , كما يتشابه النمر مع القطة , لكننا نظل أجناساً مختلفة عن بعضها البعض , وإلا فلما لم تتطور عقول القردة , لما لم تبني حضارة ويكون لها تاريخ , حتى وأن كانت قريبة من الإنسان , ولكي لا أذهب بعيداً عن النظرية عليّ أن أدخل في صلب الموضوع فبالنسبة للنشؤ والإرتقاء لم يثبت علمياً أن الظروف البيئية قادرة على تغيير الخصائص البيولوجية للكائن الحي فما بالنا بتوريث تلك الخصائص لكي يحدث التظور من الأساس كما أن الصدفة نسبية  ومقترنة بالإنسان في كل الأحوال حيث أنها تتفاعل مع النسبيات الأخرى ىاخل النسق العام الذي يحتويها جميعاً , فنيوتن على سبيل المثال عندما سقطت عليه التفاحة كانت صدفة ,إلا أن سقوط التفاحة يعد طبيعياً ونسبياً في آن في إطار النسق العام للطبيعة التي يؤدي كل شيء فيها دوره الوظيفي بإنتظام ودقة , هذا بالإضافة إلى أن وجود نيوتن في تلك اللحظة بالذات كانت صدفة بالنسبة لنيوتن لأنه كائن واعي وقادر على الأختيار وبالتبعية السير في هذا الطريق أو ذاك لكنها ليست صدفة بالنسبة للطبيعة والقدرالذي كُتب فيه أن تتفاعل نسبية سقوط التفاحة مع نسبية وجود نيوتن لكي يكتشف لنا قانون الجاذبية , أما فكرة أن الكون نشأ من مادة أولية أزلية , فيجب أن أسأل من يرددها من خلق هذه المادة أو كيف نشأة وتكونت , وهل من الممكن لكائن غير عاقل أن يخلق كائنات عاقلة بل وأن يخلق الكون على هذا النحو المنظم والمحكم , لا أعتقد ذلك , لذا لا بد وأن يكون لهذا الكون إله , هذا بالإضافة إلى أن الداروينية لازالت إفتراضاً نظرياً , ولا يمكن أعتبارها حقيقة علمية بأي حال من الأحوال .



يخطأ الفلاسفة نفس الخطأ تقريباً , فهاهم الحسيون لا يؤمنون بكل ما لا يروا ولا يلمسوا ولا يسمعوا , هاهم البراجماتيون يريدون أن يطبقوا نظريتهم على كل شيء وليس على الحياة العملية والواقعية فقط , ها هي الحداثة تضع الفرد في مقابل المجتمع , الدين في مقابل العلم , الأخلاق الوضعية في مقابل الأخلاق السماوية , وها هي ما بعد الحداثة تجعلنا مجرد سلع تُستهلك لتستهلك , تجعل لكل منا أفكاره ومعتقداته وعاداته وتقاليده , ولتذهب القضايا الكبرى إلى الجحيم , وكأن هناك تعارض مابين العلم والدين , الفرد والمجتمع , وكأننا نصر أن نسير على قدمٍ واحدةٍ وأن نبتر الأخرى .



-6-

في كف الفيزيقا مفتاحٌ لما ورائها



-7-

نعم , العقل مرآة رمزية للعالم , مرآة جامعة لشتات الضوء تتشكل بناها المنطقية من حروف وأرقام , لكي تستطيع أن ترتب هذا الكون الذي يظهر لأول وهلة وكأنه مشتت , فوضوي , غير قابل للفهم أو الأختراق , هي أذن مرآة رياضية النسق , بمعنى أنها منطقية , ولا يمكن أن تكون غير ذلك , فالمنطق في النهاية شبيه بالرياضيات , بمعنى أنه تحصيل حاصل , أيً كان نوعه , كما أنه لا يخطىء إذا وضع في مكانه السليم , وهو مخلوق على هذه الصورة لكي يستطيع الإنسان الوصول إلى حقائق  يقينية في المجالات المختلفة , والعقل يخطيء في حالتين , الأولى غير قصدية وهي على سبيل المثال وليس الحصر كالخطىء في إجراء عملية حسابية , وهنا يكون الخروج عن المنطق السليم بالخروج عن التسلسل المنطقي لحل المسألة , والثانية قصدية وهي عندما يوضع المنطق غير السليم في المكان غير السليم .



ما هي الفكرة أذن  , أعتقد أن الأفكار ليست دوجمائية بأي حال من الأحوال , بل هي كائن دينامي , يتغير بتغير الزمان والمكان , فلا يوجد شخص يفكر في الفراغ لا بد أذن من وجود عائق ما في درب ما وهناك وسيلة ما لأزالته ومواصلة السير , الفكرة أذن كالحياة لها قلب واحد ووجوه عدة ,   فهي تبحث دائماً عن الحقيقة , لكني لا أستطيع أن أعرف ماهيتها أو أن أعرف صدقها من كذبها ما لم أعرف في أي درب تسير , فأذا كانت المشكلة علمية على أن أتبع المنطق الأستقرائي لفرانسيس بيكون , أو غيره من أنواع المنطق المرتبطة بالعلوم المختلفة , لكني لا أستطيع أن أطبقها على كل ما هو ميتافيزيقي , لأنها غير صالحة إلا لكل ما يرى ويلمس ويسمع , وليس معنى هذا أن كل ما لا يرى غير موجود , ولكن هناك سبيل آخر للوصول إليه ومعرفته , ولأضرب مثلاً بالألوان الطبيعية , فالقدرة على التكيف الآني توجب بأن ترى الذبابة الألوان الطبيعية , أما نحن فلا نستطيع , أذن ليس كل ما لا يرى غير موجود , وإذا كانت المشكلة مرتبطة بالحياة العملية والواقعية , علي أن أتبع المنطق البرجماتي بقاعدتيه المرتبطتين بالمعنى والصدق , بمعنى أنه لا بد أن يكون لهذه الفكرة معنى مفهوم قائم على الخبرات الحسية للفرد , وأن تصدق بعد ذلك في تطبيقها على أرض الواقع , لكني لا أستطيع أطبقها على كل ما هو ميتافيزيقي , لنفس السبب السابق , وإذا كانت المشكلة فلسفية أو ميتافيزيقية أو شرعية , علي أن أعتمد على المعادلة التالية : المعطيات الأولى للمشكلة وأسس حلها من أرض الواقع + الأستنباط والقياس = ميتافيزيقا , فالدين السليم على سبيل المثال هو الذي أتلقى كتابه وأفكاره ثم أخضع ما قرأة وما عرفت للقياس والأستنباط , لكي أعرف أن كان هذا الدين يتوافق مع العقل والمنطق السليم أم لا , وأنا هنا أتحدث عن العقيدة لا المعجزات أو الشريعة , التي هي تالية على الإيمان ويكون الأستنباط والقياس من مصادرها لأستخراج الأحكام الشرعية , وسوف أتحدث عن هذه القضية بشيء من التفصيل في موضعٍ آخر, وإذا كانت المشكلة مرتبطة بالجمال والفن , علي أن أثبت أولاً أن كان هذا الشيء جميلاً أو ان كان هذا العمل فناً ام لا , وذلك بالرجوع للقواعد العامة للجمال والفن , والقواعد العامة الخاصة بكل فن على حدة , ثم تحليل هذا العمل الفني أو الأدبي , وهنا يأتي دور النقاد على أختلاف تخصصاتهم , وفي حقيقة الأمر يستطيع العقل البشري ان يفكر بطريقة تلقائية وبطرق مختلفة على حسب الموضوع الذي يفكر فيه , المشكلة الحقيقية أذن المشكلة الحقيقية أذن عندما يفرض الفلاسفة منطق معين على كل شيء

  another word

مقصلة العقل الفطري .



مغالطة ٌ كبرى

العلاقة بين الفكر والمادة علاقة ديناميكية

" متساوية التأثير والتأثر "

حقيقة

العلاقة بين الفكر والمادة علاقة ديناميكية , ولكن يظل الفكر سابق على المادة , ففي البدء كانت إرادة الله , ثم قال للكون كن فكان , وكان الإنسان والطبيعة , وأصبحت العلاقة بينهما قائمة على إثارة المشكلات وفرض واقع بيئي وطبيعي معين ومحاولت إيجاد حلول لها أو التكيف معها , أما إذا كنا نتحدث عن علاقة الإنسان بالإنسان , فتظل الفكرة سابقة على المادة , لأنها سابقة على الفعل البشري بما يثيره من مشكلات , حتى مع الطبيعة ذاتها , فمن أبتكر النظريات وطبقها , من بنى المجتمعات وجعلها أكثر بؤساً وفقراً وتهميشاً , من أنتهك حرمة الوصايا العشر , وحفر المقابر الجماعية

من..

 "  عليك أن تعترف بالحقيقة  أنت وحدك من هدم العالم ليرقص على حطامه "



-8-

س ) مشكلة ميتافيزيقية ؟

ج ) المعطيات الأولى للمشكلة وأسس حلها من أرض الواقع + الأستنباط والقياس  = ميتافيزيقا



-9-

السبيل الثاني لمعرفة الحقيقة هو الحدس , والحدس نوعان , حدسٌ عقلي وحدسٌ نفسي , الأول وهو العيان العقلي المباشر لا يمكن أن يحدث إلا في ذهنٍ صافي وغير مشوش وذات تريد أن ترى الحقيقة بصدق , وإلا تاهت عنه الحقيقة في دروبٍ من الضبابية والتشتت وإيهام الذات , والنفس البشرية تستطيع الوصول إلى الحقيقة عن طريق الحدس المباشر , لكنها أي النفس , تستطيع أن تزين الأمور لكي تتناسب مع ما تهوى وما تشاء , وهنا تكمن الخطورة , فأذا كانت النفس سوية , وتريد أن ترى الحقيقة بصدق , تستطيع أن تصل إليها بسهولةٍ ويسر , أما إذا كانت النفس غير سوية , فأنها لن تؤمن بما يجب أن تؤمن به , بل لن تؤمن سوى بالمصلحة , ولن تخرج سوى هذا الجزء الحيواني في الإنسان , النهم دائماً للفتك والسيطرة والسرقة والإبادة والإغتصاب .



قد يتشكك البعض في الحدس , وقدرته على أن يصل إلى الحقيقة , وهنا أقول لهم أن لكل شيء دليله العقلي ودليله الحدسي ( العقلي \ النفسي ) خاصةً فيما يتعلق بالمباديء والقيم , فجميعنا يعرف أن السرقة شيء سيء لأنها تمثل إعتداءاً على حقوق الغير , وتفتح باباً للصراع بين الأفراد , ولكن هذا المنطق الكانطي في الواجب الأخلاقي ليس وحده القادر على الوصول إلى الحقيقة , والتمييز بين الصواب والخطأ , فالحدس أيضاً يستطيع , أن كان العقل صافي وغير مشوش وأن كانت الذات تريد أن ترى الحقيقة بصدق , أن كانت النفس سوية , وتريد أن تراها بصدق ,  وإلا فلما لا يختلف أثنان أن أستفتيا قلبيهما وعقليهما على أنها شيء سيء , أيً كانت تربيتهما أوبيئتهما الثقافية , حتى وأن تربيا في وسط  جماعة من اللصوص , لما لا يختلف أثنان على أنها شيء سيء , هنا أو في أي بلدٍ آخر , أو في أي زمان ومكان .



ليس المتصوفة وحدهم القادرون على أن يروا نور الحقيقة , فالحقيقة كالشمس أن توهمنا أنها غربت عكس نورها القمر .



-10-

" مفتتح "



" بحيرةٌ تنبت

  في قلب صحراء ٍ اخرى

  في أرض سماءٍ

  أخرى "



-1-

اتحلل

في "  وش القهوة " المنسي

وتسقط ذبابة

على جمجمة آخر إنسان

والأرض صريعة

موتٌ قادم



-2-

تنقسم السماء

وينهمر المطر

تسقط شمسٌ على طاولتي المهملة

وأسقط

من جوف المرآة



-3-

يختبأ أثنان في جوفي

وأختبأ

في جوف ثالث

سوانا هو

وأنا

سواهم أموت



-4-

تخرج ذاكرتي

وتسير في ذاكرة الجدران

أضاءة ٌ خافتة

وفحيح أفعى

وسقوط



-5-

تثور خلاياي

وتثور الأشياء من حولي

وهواءٌ ساكن

يحمل ثورتي الغجرية

في وجه الريح



-6-

تلين المرآة

وتميل

تتعمد الغرفة أن تذوب

والأرض

تبعث إشاراةٍ لا سلكية

إلى مخ ٍ معطل

في جسدٍ ميت

                                                                                                         

-11-

للماهية وجهان صفات وراثية " الدنا " , وصفات مكتسبة " الحياة " , وللوجود وجهان , الأول يتمثل في الوجود الفزيولوجي , والثاني يتمثل في الوجود الفعلي للماهية ( تحقيق الذات ) ولكي يتحقق الوجود الفعلي يجب إختيار إحدى الممكنات أو جميعها أن أمكن , تلك التي تتناسب مع الماهية " الصفات الوراثية \ الصفات المكتسبة " , من يسبق من أذن الماهية أم الوجود .



العدم والسقوط , مصطلحان مثيران للقلق والريبة , صحيح يمكن أن نصاب بالعدم نتيجة لقلقنا على عدم إختيار إحدى الممكنات المتناسبة مع الماهية , ولكن لا بد لنا من الخروج , الخروج عن الذات , وليس السقوط كما يقول هيدجر , فالجحيم ليس الآخرون , لأننا كائنات إجتماعية بطبعها , كائناتٌ لا يمكن أن تحيا بدون حب وصداقة وعطف وحنان وأتصال مع الآخرين , بدون أسرة وعائلة وجماعات ومجتمعات وأمم  , بدون إنتماء للآخرين ومع الآخرين , ذلك الإنتماء الذي يبدأ بالأسرة وينتهي بالإنتماء للإنسانية , وخلقنا على هذه الصورة لكي نسطيع أن نكون أسراً ومجتمعات وثقافة وحضارة قادرة على إعمار الأرض , عن طريق التربية القائمة على الإتصال المباشر بين أفراد جنسنا , خلقنا على هذه الصورة لكي يكمل بعضنا نقص بعض قدر الإمكان , لكي نتعارف ونتعلم من بعضنا البعض , لا لكي نتصارع أو يسلب بعضنا حق الآخرين .



ليست المشكلة في الموت , المشكلة الحقيقية في أني أموت , هكذا قال الوجوديون , لكني أعتقد أن المشكلة تكمن في الموت وأني أموت وكيف أموت , المشكلة في أني أموت لأن الموت يعد مصيبة يجب على المؤمن تقبلها , وهو مصيبة لأنه لا يمثل فقدان تام للوجود , أي لا يساوي العدم , بل هو محنة لابد منها , لأن هناك حياة أخرى في مكان أخر وهي الحياة الأخرة , المشكلة في الموت لأنه يمثل فقدان لمن أحب , لمن تربطني به جميع المشاعر الإنسانية التي يمكن أن تقال أو لا تقال , بل المشكلة في موت أي إنسان عندما أعلم أن هناك من يشاركني هذا الشعور لأنه فقد من أحب ,  ولإنتمائي له على المستوى الإنساني ,  المشكلة في كيف أموت ويموت من أحب بل ويموت أي إنسان , ليس فقط لأننا حيوانات ميتافيزيقة بطبعها كما يقول شوبينهاور , وذلك لأننا دائمي التفكير في العلة الأولى ومصيرنا بعد الموت , ولكن لأننا نعرف بقلبنا وعقلنا وجود الإله حتى وأن إغتربنا عن ذلك , لذا نخشى من العقاب , الموت أذن هو نبع  القلق الدائم الذي لا ينضب إلا بالإيمان بقضاء الله وقدره ورحمته وغفرانه .



-12-

"... قد أفتقدت هنا من أحبهم من العرب , لما لا وهم أهلها ... وكان من بني قيدار من هم حضر يسكنون الشقق والديار "

"نشيد الإنشاد " ( 2 )



" مفتتح  "



"ف البدء كان ... أول حجر

  ف مركزالأرض اللي فاتحه

  بابها لجنون البشر

  بأدين آديم الأرض قبلة

  للنجاة "



والناس نيام

تفارق الأجساد ف لحظة

أشباح الضلام

تحتل كل الأمكنة

تحبس ف بلورة السراب

روح البشر

أسماءنا تصرخ

والأربعين جنّي نهبوا الأضرحة

من غير كلام

بعصاية سحرية طلاسم مبهمة

تنكتب بأدين مريبة

جوه الجسد

فيرس بياكل الذاكرة

ينتشر جوه الحيطان

تلفزيوناتنا

والكمبيوتر

والنت ... إشاراة الردار

نبضات سلوكنا

واللاسلكي

سفن الفضا

وكمان محطاتها اللي خايفه

م الهبوط

تنطفي الأنوار بسرعة

والكل يتفتت \ خراب

"مدينة أسمها بيت نينورتا تابعة لبلاد أورسليم , مدينة تابعة للملك أنفصلت وصارت إلى جانب رجال مدينة قِلت , ليت الملك يهتم بأمر عبدي خبا خادمك , "(3)

ف بورترية

لملكي صادق

ف قلب نن العين يخبوا

d n aبصمة للـ

أسماء ف قلب الشفرة محفورة بثبات

" كنعان

  عموري

  يبوس

  بنو هاشم

  وقيس

  أدوني صادق

  خالد

  زبيدة

  أبن زي البأس

  وقيدار "

والبورترية

خبوه ف قلب تابوت قديم

أخشابه من نسج الخيال

يوهمونا ... أن جواه الكتاب

وأن رب الأرض صلى لجل شعبه

ف أرضها ... وكمان حبيبته

" مملكة الأرض

 العتيقة "

أن سٌكنى الرب فيها

يا أغبيا

الرب مالوش بيوت ف أرض

لكنه مالك للبيوت

هنا اتولد نور النبوة والنبي

أترفع من بابها لابواب السما

أتباعه نسيوا

معنى الحقيقة

والسلام

لصوص بأسم الرب تسرق

الكحل من عين الخريطة

لكنهم ... عادوا لابواب الحقيقة

شايلين على أكتافهم

مٌحال

هنا أتحفر قدم النبوة والنبي

عدى من بابها لأبواب السما

ويّا الملاك

والأبجدية

هيه هيه

حافره بحروفها العتيقة

جوه بلورة السراب :

" بعد الميلاد

  ميلاد صلاة الإنس ع الأرض البريئة

  بأربعين

  شال أبن آديم الأرض

  أحجار الأساس

  وضعها وأرتفع البنا

  أو ملايكة شايلة قطعة م السما

  أحجار \ زهور ... عدت سنين

  وعلا من تاني الحكيم

  ف البنا

  فوق الأساس

  مع قبة من خشب السنط العتيق

  على صخرة الأرض العتيقة

  تدخل الأشباح وتنفي أرواح البشر

  جوه الخريطة

  يعلا البنا

  تدخل الأشباح وتنفي أرواح البشر

  تتحول الأرواح لأشباح مبهمة

  ينزل ملاك شايل رسالة م السما

  يعلا من تاني البنا

  يترفع أول آدان

  يعلن ميلاد الحلم فوق

  أرض السلام "

" قال غلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها , فقال له سيده : لا نميل إلى مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل هنا " ( 4 )

ولسه برضه

جدات بتحكي للعيال

معنى المكان

والإغتراب

ف رقابها مفاتيح البيوت

وف إيدها عكاز الحنين

Yanniمزيكا

تُستباح

للرصاص

- تفكيك لأنغامها البريئة -

تسقط ف لوحة

للخريف

ياكل ف نفسه

يروي بدم الأضرحة

الأرض الإزاز

يصيبها سرطان الإبادة

تبات ... رماد

بصمات عيونا

يسرقها جواسيس الشيطان

تفتح معاملنا العتيقة

ف الفضا

حرب النجوم ... توهم عقولنا بإنفجار

خط الزمن

هد القمر

تفرش خيوط العنكبوت

على كل شبابيك البيوت

ندخل ملاجيء شمسنا

ونغيب معاها سنين طويلة

ف الضلام

ومافيش خطوط للهدنة أو

حتى قوات للسلام

تفتح براح للأسئلة

والكل يتفتت \ خراب

ويعود لأرضه من تاني النبي

ويصلي ويّا عبد صالح

والمؤمنين

يقتل بسيفه ... قائد جيوش الضلمة وخرافة العبيد

ويعٌم أهل الأرض خير

وينطوي كتاب الحياة

ينزل ملاك بأمر من عند الإله

ينفخ ف قلب الصور نعود

من جديد

من ظاهر الباب العتيق

صخرة الأرض العتيقة

والبيت ف فردوس

الحياة

من باطن الباب العتيق

وادي جهنم

والصراخ

والأبجدية

هيه هيه

محفوظة في متن الكتاب :

" ينزل ملاك شايل رسالة م السما

  يعلا من تاني البنا

  يترفع أول آدان

  يعلن ميلاد الحلم فوق

  أرض السلام " .



( 1 ) أورسالم : مدينة السلام او مدينة سالم أبن يبوس أبن كنعان والكنعانيون هم العرب الذين هاجروا من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين .

( 2 ) نشيد الإنشاد المنسوب إلى سليمان عليه السلام

 ( 3 ) رسائل تل العمارنة 290  قطعة رقم (15  ) الرقيم محفوظ في متحف برلين بالرقم1646 , وأستنساخة منشور في wa,106;vs 11,166 ويبلغ طول النص  30سطرا ً .

الرسالة من عبدي خبا حاكم أورسليم إلى أمنوفس الرابع " أخناتون "  1352  - 1336 ق م ) .

( 4 ) سفر قضاة الأصحاح التاسع عشر العهد القديم .







-13-

الكون قطار , ينشأ فتنشأ الحركة , تنشأ فينشأ الزمن , ويسير من المهد إلى اللحد , ولكل منا محطة ركوب , محطة نزول .



للكون أذن زمن واحد , لكنه يحتوي على مجموعة من الأزمنة النسبية , فلكل مجموعة شمسية زمنها , ولكل كوكب , ولكل منا زمن وجوده الخاص , الذي من خلاله يستطيع أن يعي وجود الزمن العام , ( الأول ) أذن جزء من ( الثاني ) , لكن ( الثاني ) وفي نفس الوقت منفصل عن ( الأول ) , ويستمر في التقدم حتى بعد نهايته .



تيك     تاك

تيك     تاك

تيك     تاك

تيك     تاك

 "the end "



-14-

قررت أن تكتب قصة قصيرة جداً , عن التسعين عاماً الماضية من عمرها , لكنها أكتفت بكلمة واحدة , لم تكتبها , وظلت تنظر إلى الباب .



-15-

أذن يجب على الإنسان أن يفكر بمنطق سليم , وأن يرى بنفس سوية لكي يؤمن بما يجب أن يؤمن به , ولكي يطبق ما آمن به على أرض الواقع , وإلا أصبح مغترباً , مغترباً عن إنسانيته , عن ذاته , وما يجب أن يكون عليه , فالفرق بيننا وبين الحيوانات يكمن في أن لنا عقولاً وقلوباً قادرةً على الإدراك ومعرفة الصواب والخطأ , قادرةً على الأختيار وإعمار الأرض  .



إذا أصيب الإنسان بالإغتراب فأنه لن يؤمن سوى بالمصلحة والبراجماتية البحتة , وبطبيعة الحال سوف يعتدي على حقوق الآخرين ومن هنا ينشأ الصراع بين الأفراد , والصورة هي هي بالنسبة للحضارات , فالحضارة السليمة هي التي تبنى على أيدولوجيا سليمة , ومن ثم يبدأ أهل تلك الحضارة في تطبيق ما آمنوا به على أرض الواقع , فتتكون ثقافة أي طريقة حياة , أو كما يقال في علم الأنثروبولوجيا

way of life وفي المرحلة النهائية تتكون الحضارة بشقيها المادي والمعنوي   " العلوم والفنون والآداب " .





الأغتراب نوعان , أغتراب إرادي وإغتراب قهري , فعندما لا أؤمن بما يجب أن أؤمن به , أو عندما لا أطبق تلك الأيدولوجيا على أرض الواقع , عندما اكون انا المعتدي , يكون الإغتراب إرادياً , وعندما أكون انا المعتدى عليه , عندما يعتدي آخر على ما أؤمن به أو ما أمتلكه , يصبح الأغتراب قهرياً , والصورة هي هي بالنسبة للحضارات فالحضارة تشعر بالإغتراب الإرادي عندما لا تؤمن بما يجب أن تؤمن به , أو لا تطبق ما آمنت به على أرض الواقع , وتشعربالإغتراب القهري عندما تعتدي عليها حضارة أخرى , فتسلبها قوتها وتعتدي على أرضها ومقدساتها , ومن هنا ينشأ صراع الحضارات .







-16- 



لا شيء مكتمل

هنا

لا يوجد سوى

حنجرة مغني

يد رسام

أعضاء طفل

وجسده الذي

شوهه السراب

نعم

السراب

يريد أن يصنع جسدا ً

كأجسادنا الوهمية

لا شيء مكتمل

فقط

ذاكرة تريد أن ترتب الأحداث :

مقابر جماعية على سفح القمر

مكوك فضائي

يحمل سيف الساموراي

رائحة ٌ نتنه

 الزمنtrackشفراتٌ تهرول على

محاكم تفتيش لأفكارك المندسه

على قشرة مخك

Emailرسائل تهديد بالقتل عبر ال

من جني

بائع الفول يصرخ

Microfilm و

يحفظ سطرا ً من اللغة :

"إذا كان السؤال صعبا ً , وكانت الأجابة بسيطة

   فاعلم أن الله قد أجاب على سؤالك " ( 1 )

لا شيء مكتمل

في مركز بحوث الميتافيزيقا

يمكنك أن تعرف

أن لكل شيء طبيعته الفيزيقية

لكنك لا تراها

فالسحر مادة

والحضارة خرافة

نسجها خميائيُ البحر

لكي يحول أرض الذهب

والماس

والحلم

إلى التراب

هي إذن فطرة ٌ بشرية

ان نحبس أرواحنا في مكعب ٍ مظلم

أن نلقي بالمكعب في قاع النهر

أن نقصف النهر بالطائرات والدبابات والقنابل الهيدروجينية

أن نبني سحبا ً صناعية

من الرصاص

أن نردم مدن الهواء

بطبقات أركولوجية من الغبار

أن نهيم على وجوهنا كالحلاج

أن نصنع منه قديسا ً

أو زنديقا ً

لكنه لم يكن

سوى شاعر

يمتلك فلسفة التشظي

\ الوجود

Utopiaفالشعراء يصنعون ال

أيا ً كانت

ولا يسكنون فيها

هي أذن

معادلة ٌ صعبة

لا شيء مكتمل

هنا

لا شيء مكتمل

منا



( 1 ) : مقولة لأينشتين



-17-

أنا إنسان

أذن أنا حر

أنا حر

أذن أنا موجود



" مع الإعتذار لديكارت "



-18-

سفينة السراب

اللي تاهت ف قلب الكون

بتحلم تشوف

الكلمة \ صورة

ومفتاح حياة





-1-

رسام الجرافيتي

مارضيش يضحك على نفسه

ورسم مراية

على حيطة عقولنا

إزازها أرض

وسفينة

تقدر تنجينا م العمى

وتوصلنا لنفسنا

يمكن ساعتها

نقدر نشوف الآية

بوضوح



-2-

الصوت

بيرج أركان بيلاك ( 1 )

والضوء

بيعكس ف الفراغ اللي أبتدعوه

القلب اللي شال

الخير

والشر

والحب

" إكسير الحياة "



-3-

سنين معدودة

ربيع

وسنين معدودة

خريف

وقرون طويلة

بره الفصول

" التاريخ الجغرافي للأرض "



-4-

توت عنخ

آتون

توت عنخ

آمون

توت عنخ ..........

.......................

توت ................

.......................

صورة حية

لصراع الآلهه من اجل البقاء

ف أرض البشر



-5-

كل الطرق

تؤدي إلى قرطاجة

" هكذا ... سقطت روما "



-6-

لو لعبت ف جينات التاريخ

ممكن تصنع صليب هباتيا

أو هيباتيا \ الصليب

مع إن الشفرة الوراثية بتقول

إن الأتنين

مجرد طفرة

منطقية



-7-

الحق

اللي اتحرف بأيد كهنة الشيطان

حافظ عليه

النور



-8-

أربعة

من سكان الفردوس

قدروا يحافظوا ع الشمس

م الضياع



-9-

على حسب التقويم الماياني ( 2 )

أو العراف اللي بيشوف الطالع

بالنجمة السداسية

أو حتى رباعيات نوستراداموس

هتتشكل ملامح القيامة

- من تاني -

وعلى حسب تقويم الحياة

هتتفتح أجنحة مدينة الإله

من جديد



-10-

أمنا الغولة

وولادها

اللي خرجوا م الحواديت

ف عز الضهر

من قرون طويلة

علشان يدهنوا الواقع

بقلم فحم

هما بس اللي يمتلكوا السر الأعظم

 "mekavelly code"

وتوته توته

تبدأ الحدوته



-11-

تعويذة القهر

اللي عملتها الساحرة الشريرة

علشان تخلي اللون اللاسود

لون الطفولة

واللون اللابيض

لون النضج

عملت مفعولها بنجاح

مع إن قلب الأطفال

كل الطفال

زي اللبن الحليب

..................

..................

الساحرة الشريرة

قررت تعمل تعويذتها الجديدة

على ألوان الطيف



-12-

بخطوه واحدة

قدرت تقتل ولي العهد

وتكش الملك

هنا

اتحركت كل المكلوك

والوزرا

والطوابي

والعساكر

والماموث

وكمان ويّاهم الأحصنة الطايرة

وطيور الرخ

وفجأة

بقينا ف حرب ضروس

بترج السما

والأرض

هنا

أنطفت كل المربعات

اللي كانت مدهونة بلون الشمس

وماقدرتش تنقل المعركة

لسماك

بخطوه واحدة

أتاكل طُعم دراكولا



-13-

هتلر أو ..........

+

نيتشه او .........

=

فرانكنشتاين



-14-

" زي كل يوم

  أبتدا يرمم ملامحه

  اللي اختفت

  حتى م الصور

  أتحرك

  وقلب ورقة النتيجة

  الوقت

  تن   تن

  تمانية وربع الصبح

  خروج مفاجيء للروح

  بعد إنفجار العقل

  ف جسم الإنسانية "

       آية 45

الأصحاح العشرين

    سفر الإبادة



-15-

قانون الأمم

أو مانو

أو اللي بعده بألف سنة

عصبة الأمم

أو الأمم المتحدة

أو حتى رفعك لكتاب كروتيوس

" قانون الحرب والسلام "

ف وش نفسك

هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها

ماقدروش يمنعوك

من إنك تفتح معمل لتمسيخ الطبيعة

علشان تشوف السحب

من غير جلد

وتتكفن ف النهاية

ف بطانية هندي احمر

- هديته اللي خدها -

هديتك

قبل الخلاص



-16-

" أسر الحرية

  بعد قتل الأرواح

  السبعة "

  آية 48

الأصحاح العشرين

سفر الإبادة



-17-

" حسبة برما

  3 على 1

  =

  1 "

آية 67

الأصحاح العشرين

 سفر الإبادة



-18-

سيناريو                                      حوار

نهار خارجي \

فرن

بتترمي فيه الكراريس                      صرخة

والضفاير

وملامح التراب

 "                          cut                          "

                           البداية



-19-

السراب اللاحمر

أفيون القرن العشرين









-20-

" حرب الملايكة والبشر

    ضد

عزازيل  "

آية 73

الأصحاح العشرين

سفر الرجوع



-21-

" متن "



العيال

اللي شبوا على كتف بعض

علشان يبصوا من فوق السور

ويشوفوا نص بلدهم التاني

كانوا بيحلموا

يطلعلهم أجنحة



" هامش "



عملة واحدة

بتتغير عبر الزمن

لملوك \ وكتابة مختلفة

ملحوظة

" سُكة من جلد الحرباء "



-22-

" عناكب فسفورية

   ليها انياب

   بتشرب دم الأطفال

   وتغزل بيوتها

   ف السما  "

     آية 8

الأصحاح الواحد

والعشرين

سفر الإبادة



-23-

" كسر اللحظة الحرجة

  والحاجز الرابع \ الوهم

  ولقطة تانية

  للإنفجار العظيم

  للكون "

  آية 11

الأصحاح الواحد

والعشرين

سفر الحرية



-24-

المطلق

=

0

دراما حركية

ف مسرح وهمي

وموسيقى تصويرية

لبيتهوفن

بتحاول ترجع الشمس

لمدارها



-25-

على طريقة مايكل انجلو

اللي بتحاول تحفر الفن المقدس

ف قلب الشيطان

أرسم طفل طاير بجناح سماوي

بره الزمكان



-26-

سفينة السراب

اللي تاهت ف قلب الكون

لساها بتدور

على شوية عيال

بيلاعبوا اوراق الشجر

ويعيدوا ترتيب الماكن

والنجوم

بيفكوا شفرات الخطوط

كلها

ويكتبوا

تحت السما

أسمي أنا

أنا الإنسان



 ( 1 ) بيلاك : الاسم الفرعوني لجزيرة فيلة



( 2 ) التقويم الماياني : تقويم حضارة المايا





-19-

لكي يتحقق الوجود الفعلي للماهية يجب إختيار أحدى الممكنات - كما ذكرت من قبل - أو جميعها أن أمكن تلك التي تتناسب مع الماهية ( الصفات الوراثية \ الصفات المكتسبة ) وليس مع كل ما  هو غير سوي ( أي لا يتناسب مع العقل والحدس العقلي والقلبي ) يفرضه الفرد أو المجتمع وبطبيعة الحال الحضارات الأخرى , فهو ناتج عن فعل بشري مغرب إرادياً يؤدي في النهاية إلى الأغتراب القهري للذات , فلا يمكن أن أكون إنسان ما لم أكن حراً في الأختيار من بين الممكنات وما دمت حراً في الأختيار من بين الممكنات أذن أستطيع أن أحقق الوجود الفعلي لماهيتي , أكون أذن أو لا هذا هو السؤال .



-20-

سيناريو                                                                                  \ حوار



ليل داخلي \ غرفة مكتب                                                                 \  يصرخ
أينشتاين \                                                                            \ وجدتها     
  يضيء الغرفة  \                                             e=mc2             
ويبدأ في التحرك يميناً                                                                  \ بالأحرف
ويساراً                                    \ الطاقة = الكتلة في مربع سرعة الضوء
تظهر مجموعة من الأرقام الطائرة                                                   \ وبدون أسهاب    
يحاول أصطيادها كالفراشات                                              \ فوزنك على الأرض
ويضعها                                                              \ كوزنك على القمر
في قفص العقل                                                                     \ أذا وزنته
بالكيلوا كلام \                                         

                                 (  cut )
                           أعدوا المشهد التالي
                                سبارتاكوس
                                   ! طق ؟


( دائرة )

-1-
أفتح نافذتي
لأرى الوجه الآخر
للغرفة

-2-
في كل مساء
أفتح أبواب الأرض
وأسير على أرصفة الكون
في كل صباح
أعود
لمرايا الظل

-3-
يتمدد ظلي
في شاشة تلفاز
أتمدد
قربي

-21-

" لكي يوجد خير مطلق لابد من وجود شر جزئي  "

"هكذا علمنا أبن سينا "



نعم الكون كائن عضوي , فـ " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ", ولأن الإنسان هو الكائن العاقل , هو الكائن العبثي , القادر على الإختيار , الذي لا يؤمن بما يجب أن يكون , الذي لا يؤمن بقانوني التعارف  والتعايش بين البشر , أو حتى بين البشر والطبيعة , فهو الوحيد الذي يكسر القاعدة , لينشأ صراعاً دائماً مابين الخير والشر , الحق والباطل , النور والظلام ,الجمال والقبح ,  لينشأ تاريخاً يسير في دوائر متعاكسة تلتقي عند نقطة الصراع .



علي أولاً أن أميز بين عدة مصطلحات , وعلاقاتها بإدراكنا لهذا العالم , فالديالكتيك يختلف عن الصراع والتناقض , فالعلاقة بين أجزاء الطبيعة تسير بشكل ديناميكي , بمعنى أنها تعتمد على التتأثير والتأثر المتبادل , مع الوضع في الإعتبار أنها تسير وفق آلية محددة ومنضبطة تماماً , ولكن هذه الآلية الديناميكية تقبل أن يكون بداخلها المتناقضات , كوجود الليل والنهار , إلا أن هذه المتناقضات تؤدي دورها بإنتظام ودقة دون أن تتصارع , وهنا يتضح الخلاف الجوهري بين المعان الثلاث , فوجود التناقض ليس بالضرورة أن يؤدي إلى الصراع , والصراع بطبيعة الحال لا يعني الديالكتيك , لأن الأخير يتميز بصراع بين متناقضين يؤدي في النهاية إلى أختفاء النقيضين ووجود مكون ثالث يضمهما معاً .



العلاقة أذن تسير بشكل ديناميكي في الطبيعة , وتسير بنفس الشكل في المظاهر الحضارية الإنسانية , أي في العلوم الطبيعية وتطبيقاتها " التكنولوجيا " , وفي العلوم الإنسانية وتطبيقاتها " الحلول المختلفة للمشكلات المتعلقة بحياة البشر السياسية والإقتصادية وغيرها " , مع الأختلاف بينهما في درجة التعميم والدقة , وتسير أيضاً بنفس الشكل في الفنون والآداب , بل وفي العادات والتقاليد التي ليس لها أساس أيدولوجي لكنها غير مغتربة أي أنها تتفق مع المنطق السليم والحدس السليم, أو بعبارة أخرى مع الفطرة البشرية  , والتي تعتمد في الأساس على الإتصال التبادلي الدائم بين أفراد المجتمع الواحد ,  بل وبين الإنسان والطبيعة في بعض الأحيان .



هنا يجب أن نتسائل هل العلاقات البشرية جميعها تسير بنفس الشكل , وهل التاريخ بطبيعة الحال يسير في نفس الإطار , أعتقد أن العلاقات البشرية تتسم بالصراع , والتي تقتضي وجود إغتراب إرادي وبالتبعية إغتراب قهري في حالة مواجهة مباشرة بين طرفين , تلك الصورة التي تتطابق في علاقة الأفراد ببعضهم البعض , وعلاقة الجماعات داخل المجتمع الواحد , بل وعلاقة الحضارات داخل الحركة العامة للتاريخ , فحتى وأن تصارعة قوتين مغتربتين إرادياً فهما يتصارعان على النفوذ والسلطة والثروة مما يتطلب إستلاب شعوب أخرى حقوقها , وهو ما ينشيء مغترباً قهرياً في المعادلة , كما أن هذه العلاقات لا تتسم أيضاً بالديالكتيك سواء كان مثالياً أو مادياً , فالإنتقال من المجتمع العبودي إلى الإقطاعي إلى الرأسمالي مرتبط بالأساس بإكتشاف الزراعة في حالة المجتمع الإقطاعي , وبالتقدم العلمي والتكنولوجي \ الصناعي  في حالة المجتمع الرأسمالي , هي أذن مظاهر حضارية لها صفة الديناميكية التي تحدثنا عنها من قبل , أما إستغلال الإنسان لهذه المظاهر في علاقته بالإنسان له صفة الثبات , فالعبد والقن والعامل المسلوب الحقوق , يمثلون الطرف المغترب قهرياً , في مواجهة السيد والأقطاعي والرأسمالي السالب للحقوق , الذين يمثلون الطرف المغترب إرادياً , وهذا ينقلنا إلى قضية أخرى وهي أن التاريخ لا يعيد ذاته ولكن أخطاء البشر هي التي تتكرر , وهنا يجب أن نتسائل عن حركة التاريخ  , أعتقد أن التاريخ يسير في حركة دائرية , تتكون من دائرتين تسيران في إتجاهين متضادين , وبطبيعة الحال لهما مراحل رئيسية على خط الدائرة ومراحل كثيرة فرعية , الدائرة الأولى تبدأ بمرحلة الصراع بين طرفين ثم تنتقل إلى مرحلة إنتصار إحداهما ثم مرحلة القوة والضعف وصولاً إلى الصراع من جديد الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى الهزيمة  , والدائرة الثانية تبدأ من مرحلة الصراع مروراً بالهزيمة والضعف والإفاقة وصولاً إلى مرحلة الصراع من جديد الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى الإنتصار , ما أريد أن أقوله ان هناك أمة تستطيع بعد مرحلة صراع أن تنتصر وتكون القوة المسيطرة على باقي الأمم حتى تفيق أمة اخرى وتنتقل من حالة الضعف , لتدخل في صراع معها وتنتصر عليها وبطبيعة الحال تأخذ مكانها , وحتى في حالة تحالف قوتين متضادتين مع بعضهما ضد قوة أخرى , تكون النتيجة الحتمية بعد القضاء عليها صراع القوتين وإنتصار إحداهما على الأخرى , كما حدث من تحالف النظام الستاليني مع القوى الرأسمالية ضد النظام النازي , ذلك التحالف الذي سرعان ما تحول إلى صراع بعد القضاء على النازية في شكل الحرب الباردة التي أنتهت بشكل رمزي مع سقوط سور برلين .



ما الحل أذن , أعتقد أن خلاص البشرية يكمن في كسر هذا الشكل الدائري , والصراع القائم على الإغتراب , والوصول إلى حالة بنائية داخل الأمة الواحدة , وعلاقات قائمة على التعارف والتعايش السلمي بين الأمم المختلفة , لأنها الوحيدة القادرة على بناء عالم جديد يتسم بالتوازن والحفاظ على مصالح الأنا لكل أمة من دون الأعتداء على مصالح الآخر , فلن تتعارض المصالح إلا في حالة إغتراب طرفين وإعتداء أحدهما على الآخر , الحالة الأولى تكون قائمة على نسق واحد يحوي مجموعة من الأنساق الداخلية  التي تعمل جميعها بشكل وظيفي لبناء المجتمع , والخروج من حالة الصراع بين الجماعات , ولن يكون ذلك إلى بخلاص الشعوب من حكوماتها الديكتاتورية والفاشيستية لأنها حكومات تنمي وتغذي هذا الصراع بل والصراع مع الأمم الأخرى  للحفاظ على السلطة , أما العلاقات بين الأمم المختلفة فلن تصل إلى مرحلة التعارف والتعايش السلمي إلا بضغط الشعوب على حكوماتها لبناء عالم جديد قائم على المباديء الإنسانية التي لا يختلف عليها أحد , وبطبيعة الحال لن يحدث ذلك إلا في ظل حكومات ديمقراطية ترضخ لمطالب شعوبها , لذا وجب على الشعوب أن تتخلص من حكوماتها الديكتاتورية والفاشيستية هذا بالإضافة إلى  التواصل الشعبي الذي أصبح يسيراً في عالمنا الآن , والذي نجده جلياً في الإحتجاجات الشعبية التي تصول وتجول في قريتنا الصغيرة مطالبة بالحرية والعدالة الإجتماعية , بما يشبه حالة مخاض لثورة عالمية أولى , وأن لم ترضخ بعض الخكومات الديمقراطية يجب أن تقوم الشعوب بالثورة عليها , وفي حالة عدم رضوخ جميع الحكومات يجب أن تكون هناك ثورة عالمية شعبية , فحتى وأن لم تنجح تلك الأحتجاجات بشكل تام فإنها على الأقل ستكون قادرة على خفض شهية دراكولا,  خلاص البشرية أذن في يديها , فحتى وإن أغتربة الحكومات تظل الشعوب هي الحافظة للضمير الإنساني , فالإنسان هو الإنسان في أي زمان ومكان .



-22-



سكون

......................

......................

"la cumparsita"



تن

تن

تن

تن

تارارا  را  را

تن

تن

تن

تن

تارارا  را  را

أيوه

قدرت

ف رمشة

عين

تارارا  را  را

ويّا

تلات

حركات

مجانين

تارارا  را  را

ترمي

الكرسي

من

الشباك .

تارارا  را  را

تفتح

حنفية

عفاريت

تارارا  را  را

يلعبوا

قال

بنجومك

سيجه

تارارا  را  را

علشان

تبقى

من

الدراويش

تارارا  را  را

وشك

يرجع

أبيض

واسود

تارارا  را  را

راسك

تنقسم

نصين

تارارا  را  را

هتدور

على

أبره

وفتله

تارارا  را  را   

يسرقها

منك

حرافيش

تارارا  را  را  

كتبوا

رواية

جديدة

مريبة

تارارا  را  را

ف كوميديا

لكن

عبثية

تارارا  را  را

حبسوا

ملايكة

ف جحيم

سارتر

تارارا  را  را

أوضه

حيطانها

من

الدبان

تارارا  را  را

إدوا

المفتاح

لأخينا

جودو

تارارا  را  را

بعد

ماقفلوا

بماية

ترباس

تارارا  را  را

تن

تن

تن

تن

تارارا  را  را

تن

تن

تن

تن

تارارا  را  را

أنغام

شاذة

بتخرج

بره

تارارا  را  را

إيقاعات

الحاكم

بالله

تارارا  را  را

فجأة

بتتصفى

م النوته

تارارا  را  را

لجل

ماتكسر

عند

ال la

تارارا  را  را

ردد

تاني

إنك

ورقة

تارارا  را  را

مسحوبه

لصندوق

الدنيا

تارارا  را  را

كوابيس

يقظة

بترسم

واقع

تارارا  را  را

جوه

Matrixال

خليك

راكع

تارارا  را  را

عينك

زارها

مقص

رقابة

تارارا  را  را

دمك

بينقط

ع الروح

تارارا  را  را

بوزك

خارج

بره

الشاشة

تارارا  را  را

وشك

أزرق

آه ومخنوق

تارارا  را  را

وانا قاعد

اهو

بره

الشاشة

تارارا  را  را

مش

هسأل

ف ساعتك

موت

تارارا  را  را

تن

تن

تن

تن

تارارا  را  را

تن

تن

تن

تن

تارارا  را

طش



 : إحدى معزوفات التانجوla cumparsita



-23-

يقول أين سينا أن الله هو واجب الوجود , نعم فلا يمكن أن يكون هناك من أوجده  , هكذا أذن يجب أن يوصف الله , فكيف يجب ان نوصف نحن ,  فمن نحن ؟ من أنا ؟ من أنتم ؟ من أنت ؟ ومن نكون ؟ , هل من الممكن أن يكون الإنسان مجرد حيوان مفترس , مجرد آلة للتدمير لا تحيى سوى على لحوم ودماء البشرية ,  آلة تنبأ بأن البقاء للأقوى , للأكثر فتكاً وقهراً وإبادة , وكأن الحياة ليست حقاً للجميع , أو لنقل وكأن الموت هو سنة الحياة تحت سطوة الأقوياء .



هناك من يقول بأن الكون نشأ من مادة أولية أزلية , هنا يجب أن أسألهم من خلق هذه المادة أو كيف نشأة وتكونت , وهل من الممكن لكائن غير عاقل أن يخلق كائنات عاقلة بل وأن يخلق الكون على هذا النحو المنظم والمحكم , لا أعتقد ذلك , لذا لا بد وأن يكون لهذا الكون إله واحد , فعندما سؤل في ذلك الإمام أحمد أبن حنبل قال للسائل , ماذا بعد العدد أربعة قال ثلاثة قال وماذا بعد الثلاثة قال إثنان قال وماذا بعد الإثنان قال واحد قال وماذا بعد الواحد فقال له السائل صفر , وإذا نظرنا في هذه المحاورة سوف نجدها تتفق مع الفطرة العقلية البشرية التي تسير بمنطق محكم ( رياضي ) مهما أختلفة أنواعه ومجالاته , لكي تستطيع البشرية أن تصل إلى حقائق يقينية في الأمور المختلفة كما ذكرت في موضع سابق , فلا يمكن أن يكون هناك إلهين وإلا فمن خلقهما , كما أنه لا يمكن أن يكون هناك خالق لإله واحد , فالمنطق يقول أنه لا بد أن تكون هناك بداية لكل شيء , فقبل الواحد صفر , والصفر يساوي العدم , أي اللا شيء , كما انه لا يمكن تجزءة الواحد إلى النصف أو الربع لأنها أجزاء من الكل , كما انها ناقصة , ويجب على من خلق هذا الكون أن يكون كاملاً .



هل البشر يولدون أخياراً أم أشراراً , هكذا يجب أن تكون البداية , فلن نعلم ما يجب أن نفعله إلا إذا علمنا من نكون , أعتقد أن الإنسان يولد وفي فطرته الخير والشر , لكن سلوكه أي من المسلكين يعتمد على عاملين أثنين , الأول رغبته في أن يتبع فطرته السوية ( عقله وحدسه العقلي والقلبي ) لكي يكون ما يجب أن يكون عليه , لكي لا تتحول الأنا إلى حالة الإغتراب الإرادي وبالتبعية يتحول الآخر إلى مغترباً قهرياً , والثاني هو التربية التي من الممكن أن تسير في الإتجاه الطبيعي للنشأة السوية أو على العكس تماماً أن تسير عكس الطبيعة السوية للإنسان وما يجب أن يكون عليه فينشأ الإغتراب القهري للذات الذي يتحول في نهاية المطاف إلى إغتراب إرادي , فالفرق بين الإنسان والحيوان كما ذكرت في موضع سابق يكمن في أنه قادر على الإختيار بإستخدام عقله وقلبه , وبالتبعية عدم الركون إلى ذلك الجزء الحيواني بداخله النهم دائماً للفتك والسيطرة والإبادة والسرقة والإغتصاب .



أذن هل أنا مسير أم مخير , الجواب على هذا السؤال يكمن في السؤال التالي , كيف أكون حراً والله كتب من أنا ومن أكون ومن سأكون في المستقبل , أعتقد أن الجواب عند العلامة محمد عبده الذي قال بأن الله يعلم ذلك بعلمه المسبق , والعلم هنا كعلم القاضي الذي يعلم بأن الفرد إذا سلك هذا المسلك أو ذاك سينال الثواب أو العقاب , لكني سأتمادى قليلاً وأقول بأن الله يعلم بعلمه المسبق ما سأفعله وأختاره بكامل إرادتي فكتبه علي , وقد يسأل سائل لما أذن كتبه عليك ولم ينتظر حتى تفعله , أقول له بأن علم الله أزلي ومطلق ودقيق ولا يقبل الخطأ , وقد يسأل آخر كيف ذلك وهناك أمور تغير القدر مثل الدعاء , أقول له بأن الدعاء يكون لله \ المطلق أي أنه هو الوحيد القادر على مساعدة الإنسان وتغيير ماكتبه عليه , وهو أيضاً يعلم بعلمه الأزلي أن الإنسان سيدعوه في تلك اللحظة فيغير ماكتبه عليه , وقد يسأل آخر ولما كل هذا لما لم يكتبه عليه منذ البداية , أقول له لكي يعلم الإنسان أنه حر في الإختيار ما بين الحق والباطل وأنه حر في ان يسلك هذا الدرب أو ذاك حتى وأن كُتب عليه غير ذلك  في القدر في باديء الأمر ,  لكنه غير قادر على أن يفعل ذلك بمفرده لأنه ناقص ونسبي , لذا يحتاج إلى الله \ المطلق فهو الوحيد القادر على أن يغير ما كتبه عليه , وهنا يجب أن أنوه إلى نقطتين فرعيتين لكنهما مرتبطتين إرتباطاً وثيقاً بقضية المطلق والنسبي , فالإنسان يدرك الأمور عن طريق الحواس التي هي بطبيعة الحال ناقصة ونسبية في تكوينها , هذا مع الأخذ في الإعتبار عاملي الزمان والمكان , وهذا لا يعني أنني أويد النزعة اللاإدرية , وذلك لأن للإنسان قدرات عقلية وقلبية تعتمد على التفكير والحدس الذين لا يختلفان في آلياتهما مابين إنسان وآخر , كما أن هذه الآليات تجعل الإنسان يستطيع أن يعي ما هو خلف المادي والملموس , أي أن يعي المطلق , لكنه مع ذلك لا يصبح مطلقاً بأي حال من الأحوال , النقطة الثانية متعلقة بالتمييز بين كل من العقيدة والشريعة والمعجزات , فالإنسان كما قال محمد عبده يجب أن يثبت بعقله أن الله هو واجب الوجود – لأن تلك قضية تتعلق بعمق وصدق الإيمان – وسأضيف إليه القلب أيضاً , لكنه لا يجب أن يسأل في الأمور المتعلقة بالشريعة , كلما أصلي العصر أربع ركعات مثلاً , فالشريعة على ما اعتقد في أمور العبادات مرتبطة بالطريقة التي يحب ويرضى الله أن يُعبد بها , أما فيما يتعلق بالمعاملات فهي قائمة بصورة تحفظ حقوق الإنسان وتبعد الضرر عنه وتحمي حقوق الآخرين كالربا ومضاره الإقتصادية على سبيل المثال , وهنا أختلف مع محمد عبده فحين يختلف العقل مع النقل يجب أن أرجح كفة النقل لا العقل كما قال محمد عبده فهو يرى أنه يجب ترجيح كفة العقل حتى أستطيع أن أعي بعقلي المقصد الحقيقي للنقل , وهذا  لنفس السبب السابق الذي ذكرته في حديثي عن المطلق والنسبي والمعرفة المطلقة والمعرفة النسبية , ولكن لا يعني هذا بأن تصبح الضرورات لا تبيح المخظورات , أو عدم وقف تطبيق بعض الحدود في حالة عدم توفر الشروط اللازمة لتطبيقها , لأن هذه أمور شرعية أساساً ومستنبطة من الأصل ومرتبطة بحياة الناس الواقعية وما يعترضها من مشكلات , وهنا يجب أن أنتقل إلى نقطة أخرى في الشريعة وهي أن الإستنباط من الشريعة يكون بعد الإيمان بها , أي أنه إستنباط من أصولها , بعكس التفكير في العقيدة الذي هو تفكير في صحة الأصول من الأساس , أما فيما يتعلق بالمعجزات فإذا كنت أؤمن بأن الله هو المطلق الكامل فهو أذن قادر على أن يفعل ما لا أستطيع أنا أن أفعله فأنا ناقص ونسبي , وبذلك تكون المعجزة دليل عيني على قدرة الإله وعلى أنه هو واجب الوجود .



صحيح يجب على الإنسان أن يحقق الوجود الفعلي لماهيته بما يتناسب مع تلك الماهية " القدرات الوراثية ( الدنا ) والقدرات المكتسبة ( الحياة ) " وليس مع كل ماهو غير سوي يفرضه المجتمع عليه فهو ناتج عن فعل بشري مغترب إرادياً يؤدي في النهاية إلى الإغتراب القهري للذات , لذا لا بد أن تكون أحلام هذه الماهية أحلاماً غير مغتربة إرادياً من الأساس , وهنا تدخل الأخلاق إلى المعادلة بمشروعية هذه الأحلام المتوافقة مع الماهية ومشروعية السبيل إلى تحقيقها .



بالرغم من أن البشر يفكرون بطرق مختلفة وبطريقة تلقائية على حسب الموضوع الذي يفكرون فيه , سواء كان واقعياً أو علمياً أو ميتافيزيقياً أو شرعياً , إلا أن غاياتهم يجب أن تكون مشروعة , وكذلك الحال في السبيل إلى تحقيقها , فإذا كانت المشكلة واقعية على سبيل المثال , يجب عليهم أن يتبعوا المنطق البرجماتي بقاعدتيه المرتبطتين بالمعنى والصدق , ولكن هذا لا يعني أن يكون السبيل لحل المشكلة غير مشروع أخلاقياً , وإلا أصبحوا مغتربين إرادياً لا على مستوى إتباع المنطق السليم في قضية معينة ولكن على المستوى الأخلاقي الخاص بما يجب أن يؤمنوا به وأن يطبقوه في حياتهم الواقعية , بل ويصبح شغلهم الشاغل في هذه الحالة هو تحقيق أي غاية وبأي وسيلة كانت .



الحل أذن في الضبط الذاتي والإجتماعي , فقد فرق بعض الفلاسفة ومن بينهم برجسون بين القانون الطبعي والقانون الأخلاقي فالأول يقرر كما قال برجسون  والثاني يأمر , الأول لا يمكن التخلص منه بينما الثاني يمكن أن ينفذه الفرد أو لا ينفذه , الأول يكون من الذات بينما الثاني يكون من المجتمع , لذا لا بد أن يكون هناك ضبطاً ذاتياً بمعنى أن يكون الإنسان متوافقاً مع فطرته السوية وألا يغترب عنها , كما يجب أن يكون الضبط الإجتماعي متوافقاً مع هذه الفطرة وإلا أصيب الإنسان بالإغتراب القهري , بل ويؤثر في هذه الحالة عدم الإنصياع إلى القانون الأخلاقي , وهنا أتفق مع برجسون في أن الدين يستطيع أن يسد تلك الثغرة بين القانون الطبعي \ الأخلاقي والقانون الأخلاقي \ المجتمعي كما أحب أن أسميهما , " لأن الدين يمثل النظام العلوي الذي يتسم بالكمال والإنسجام بطريقة ذاتية تلقائية " (نعمت حافظ , الفكر التربوي وتطبيقاته ) .



-24-

الأرض

ستفتحُ أبوابها للريح

والمطر

سينزلُ قطرةً

قطرة

إلى السماء








-25-



وسط تصاعد الغبار الكثف يمكنك أن ترى النور فالحقيقة بداخلك لها عينن لا يغمضهما ذلك الغبار الذي يصول ويجول حين تغيب العدالة بداخلنا وداخل العالم الذي نعيش فيه لتلقى الحرية في نهاية المطاف على قارعة الطريق فلا حرية بدون عدالة ولا عدالة بدون حق ذلك الذي يستوجب أن يأخذ كل منا ماله وأن يعطي ماعليه وأن نعترف جميعاً بأننا متساوين في حقنا في الحياة .



ولكن كيف يمكن أن نكون أحراراً أن لم نعرف من نكون وهنا يبرز سؤال الهوية ذلك السؤال الذي أصبح سهلاً وممتنعاً في آن سهل بالنسبة للعامة وممتنع بالنسبة للخاصة الذين أدخلونا في جدل لا طائل منه سوى ضياع الوقت والحلم بين طرفين أحدهما يتسم بالإنغلاق والتطرف الفكري ويتحدث بأسم الدين والآخر يتسم بالإنفصال عن هوية المجتمع الحقيقية ويتحدث بأسم الحرية والمدنية فالهوية السليمة هي التي تتفق مع الذات البشرية " مع العقل والحدسين العقلي والقلبي " إلا أن بعض البشر يغتربون عن تلك الحقيقة وبالتبعية يظلون مختلفين وبالرغم من أن الخاصة هم من يكونون أجدر على إكتشافها إلا أن الواقع يقول ان الفطرة السوية للعامة تجعلهم – حتى مع محاولة إجتزابهم يميناً أو يساراً – هم الأجدر على رؤيتها بعين قادرة على أن تحمي مكونات الهوية الثقافية بطبقاتها الأركولوجية المختلفة من دون أن تتصارع أو أن يلغي أحدها الأخرى وهو ما يتنافى مع الطبيعة الجغرافية للنفس البشرية .



أذن أنا مصري وعربي ومسلم ولما يجب أن أكون أحدهم من دون أن أكون الآخر فالإسلام جاء ليلغي العنصرية بكافة أشكالها وذلك لأنها رسالة عالمية فالرسول صلى الله عليه وسلم أرسل رحمة للعالمين رسالة لا تفرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى والتقوى محلها القلب والقلب لا يعلمه إلا الله أذن لا فرق بين إنسان وإنسان كما أنها لم تنفي أن يكون هناك قوميات ولكن جردتها من العنصرية القائمة على مبدأ الأثنية ورابطة الدم وغيرها من أنواع العنصرية فالعربية ليست أثنية بالمعنى المفهوم لكلمة عربي وأنما " العربي هو من تحدث العربية " كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أي من كانت ثقافته عربية فاللغة مفتاح للتفكير والأفكار هي من تصنع الثقافة أو بالأحرى طريقة حياة الأمم المختلفة هذا بالإضافة إلى أن مكة كانت أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إليه عليه الصلاة والسلام لأهنا وطنه ولو أن أهلها أخرجوه منها ما خرج منها أبداً أذن الإسلام لم يلغي الوطنية أيضاً فأين التعارض وأين الخلاف لكي نقيم الجدل من الأساس .



وهنا يجب أن نتطرق إلى نقاط مهمة عن علاقة الدين بالدنيا فالدين مكون من عبادات ومعاملات الأولى مصدرها كتاب الله وسنة رسوله الكريم والثانية الأصل فيها الإباحة ما لم يحرمها الشرع بمعنى أن أمور الدنيا متروكة لنا ما لم يوجد أصل شرعي يحرمها أو يضبطها فالأنظمة الإقتصادية على سبيل المثال مباحة إلا أن لها مجموعة من الضوابط الفقهية والعقدية والأخلاقية وهذا ما يسمى بالمذهب الذي يوضع عليه أي نظام سواء كان رأسمالياً أو إشتراكياً أو طريق ثالث والسياسة لها مجموعة من الضوابط أهمها الشورى تلك التي كانت قائمة على بيعتين خاصة وعامة الأولى لعدد ممن  يُشهد لهم بالتدين والفقه والمعرفة بعلوم الدين هذا بالإضافة إلى دهاة السياسة وشيوخ القبائل المختلفة وغيرهم والناظر إلى تلك التقسيمة سوف يجدها ضرورية لأسباب عدة خاصة فيما يتعلق بوجهاء القوم لمنع التصارع السياسي بين الأطراف المختلفة وهذا ما نجده جلياً في عالمنا الآن والبيعة الثانية لعامة المسلمين الذين لهم الحق والقرار النهائي في رفض أو قبول الخليفة الذي رشحته البيعة الخاصة أما الخليفة نفسه فكانت له سلطتان الأولى زمانية وهي السلطة السياسية المدنية في إدارة شؤون البلاد والثانية دينية وهي ليست كما يعتقد البعض بأن يكون الخليفة حاكماً بأمر الله ولكن أن يقيم الشريعة وأن يحافظ على إقامة الشرائع الدينية وعدم الإعتداء على المسلمين أو على أماكنهم المقدسة كما أن الدين يوجب عليه أيضاً أن يحافظ على حق الآخرين في إقامة شرائعهم الدينية بحرية تامة وعدم الإعتداء عليهم أو على أماكنهم المقدسة هذا بالإضافة إلى حقهم في الإحتكام إلى شريعتهم في كافة أمورهم وعدم التمييز بين المسلمين وغير المسلمين وهذا ما أقره أول دستور في الإسلام " وثيقة المدينة " بأن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين .



يقول البعض أن هناك إختلاف جوهري بين البيعة والإنتخاب فالأولى بيعة مدى الحياة في رقبة من بايع الخليفة والثانية إنتخاب لفترة محددة يتغير بعدها الحاكم وهنا أقول لهم أن من شروط أختيار الخليفة القاسية أن يكون كفء لمنصبه بمعنى أنه إذا إنتفى عنه هذا الشرط وجب عزله حتى وأن كان على قيد الحياة كما أنه وجب عزله أن أخل بالعقد الإجتماعي بينه وبين المحكومين وهذا ما أقره أبوبكر الصديق رضي الله عنه حين قال " أطيعوني ما أطعت الله فيكم فأن عصيته فلا طاعة لي عليكم " وطاعة الله في العباد لا تتعلق بالحفاظ على الشرائع فقط وأنما تتعلق أيضاً بالسلطة الزمانية وقضاء حوائج الناس .



هناك فرق بين العدالة والمساواة فالعدالة أن يأخذ كل فرد حقه الذي يستحقه والمساواة أن يتساوى الناس تماماً في كل شيء وهذا يجعلنا نتطرق إلى نقطة أثارة جدلاً واسعاً وهي نقطة الولاية العامة التي لا يسمح لغير المسلم أو المرأة بتوليها وأشدد على أن هذا الأمر في الولاية العامة فقط وأعتقد أنه من العدالة أن الدولة التي يكون أغلب أهلها من المسلمين أن يتولى الولاية العامة فيها فرد منهم وذلك لأنهم يمثلون أغلبية المواطنين وللحفاظ على طريقة حياتهم ومصالحهم والأمر سيان أن كان أغلب المواطنين من المسيحيين أو اليهود أو أي ديانة أو أيدولوجية ولكن من المساواة أن يكون لغير المسلم والمسلم نفس الحقوق والواجبات الأخرى لأن هذا الأمر مرتبط بحقوق المواطنين وواجباتهم لا بالولاية العامة لأن الحاكم ملزم بأن يساوي بين المواطنين وإلا أصبح هناك تمييز وعنصرية وطغيان على حقوق الأقليات أما فيما يتعلق بالمرأة فالأمر مرتبط بطبيعة المرأة الفسيولوجية والسيكولوجية التي لا تجعلها قادرة على تولي هذا الأمر ولكن هذه الطبيعة لها من الميزات التي ليست في طبيعة الرجل لذا كان من العدالة أن يتولى كل طرف منهما دوره في الحياة لأنه كفء له ولكن من المساواة أن الدورين مهمين لإقامة الحياة من الأساس لأن أي خلل في أي من الدورين سيؤدي إلى إنهيار الحياة البشرية برمتها وهنا يجب أن أتطرق إلى نقطتنين في غاية الأهمية الأولى هي كيف يحكمني شخص غير مصري والثانية كيف يكون المسلم الباكستاني مثلاً أقرب إلي من المسيحي المصري ففيما يتعلق بالأولى يجب أن أنوه إلى أنه ليس من شروط الخلافة أن يكون حاكم مصر غير مصري كما أنه لا توجد طاعة عمياء للخليفة فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ومن معصية الخالق أن يكون هناك جور على حقوق الوطن ومواطنيه وهنا يجب أن أقول أنه من أهداف الخلافة أن يكون المسلمين يد واحدة لكي تكون لهم قوة قادرة على الحفاظ على مصالحهم في عالم مليء بالصراعات والتنافس أما فيما يتعلق بالنقطة الثانية فالقصد من طرحها إقرار مغالطة كبرى فالإسلام كما جعل المسلمين جسد واحد أمر أيضاً بالحفاظ على حق الجار وحب الوطن والحفاظ على حقوقه وحقوق أبناءه ووحدتهم بل والتضحية من أجله فمن يمت دون أرضه شهيد .



أما فيما يتعلق بالقانون في الشريعة فهو ينقسم إلى قسمين الأول الحدود والثاني التعزير الأول يتكون من مجموعة من العقوبات التي أمر بها الله في كتابه الكريم وهذه الحدود إذا نظرنا إليها بدقة سوف نجدها مرتبطة بالجرائم الأساسية للجنس البشري أن جاز التعبير كالقتل والسرقة على سبيل المثال أي تلك التي ترتبط بحاجات أو رغبات البشر الأساسية والتي تؤثر بشكل قوي على الحفاظ على الضبط الإجتماعي في المجتمعات البشرية إلا أن هذه الحدود لها ضوابط قاسية قبل وعند تطبيقها وكل هذا لا من أجل أن لا تطبق أو أن تكون رادعة فقط لأنها أن لم تطبق لن يكون هناك ردع من الأساس ولكن لكي لا يكون هناك إسراف وخطأ في تطبيقها كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالرفق في تطبيقها وأشار إلى أنه أفضل للحاكم أن لا يطبق الحد على أن يخطأ في تطبيقه كما أعطى فرصة لمن أرتكب الجرم بالتوبة والعيش بشرف فالسرقة على سبيل المثال أما أن تكون مرتبطة بحاجة الشخص أو برغبته وحبه للمال ففي الحالة الأولى يأتي الضابط الأول أي أنه لا يجوز تطبيق الحد لمن لم يصل إلى حد الكفاية في معيشته وفي الحالة الثانية يطبق عليه الحد ولكن بعد أن يصل إلى حد النصاب للسرقة وإلا تحول إلى التعزير وهي العقوبات التي يضعها الحاكم في حالة أن لا يكون الجرم من الأشياء التي لها حد أو كفارة وهو ما يمكن أن يوصف بالقانون الوضعي في العصر الحديث وإذا نظرنا إلى التاريخ الإسلامي سوف نجد أن تلك الحدود القليلة لم تطبق بعدد أصابع اليدين وأن أغلب العقوبات كانت في حيز التعزير إلا أن وجودها له ضرورة كبرى فالسارق الذي يسرق بعد أن يصل إلى حد الكفاية يجب أن ينال عقوبة رادعة أكبر من عقوبة الحبس التي أثبت الواقع أنها غير رادعة بشكل كاف لكي لا ينتشر الفساد في المجتمعات ولا يطغى الإنسان على حقوق الآخرين فالعقوبة الجسدية تظل أكثر أثراً في النفس البشرية وأكثر ردعاً لها لأن تلك الجرائم مرتبطة بحاجات أو رغبات الإنسان الأساسية كما ذكرت من قبل كما أن هناك رد على من يقولون أن تلك العقوبات كانت مرتبطة بعصرها وأن العالم تطور لأن القرآن الكريم ذكر في بعض المواضع السجن والحبس لذا كان من الممكن أن ي|أمر المسلمين بحبس السارق بدلاً من أن يكون هناك عقوبة أخرى عليه كما أن هناك رد على من يقول لما أنتهى تطبيق بعض الضوابط القرآنية في بعض الأمور ولم تنتهي في السرقة وهو أن السرقة لازالت موجودة لذا يجب أن تظل عقوبتها موجودة أيضاً فلا تختفي النتيجة إلا بإختفاء السبب أولاً هذا بالإضافة إلى أن السرقة تظل من أكثر الجرائم بشاعة وإهدار لحقوق الآخرين وهذا مانجده جلياً في عالمنا المعاصر وإذا نظرنا إلى باقي الحدود سوف نجد أن لها من الحجج والمنطقية في التطبيق ما للسرقة تماماً .



ذكرت في مقال سابق أنه يجب أن تحيا الأمة الواحدة في حالة بنائية يؤدي كل نسق فيها دوره الوظيفي بإنتظام ودقة وأن يكون هناك حالة من التعارف والتعايش السلمي بين الأمم المختلفة لكي يكون هناك سلام عالمي وأعتقد أنه لكي يحدث ذلك يجب أن تكون هناك إجراءات عدة منها تعديل ميثاق الأمم المتحدة لكي يكون أكثر عدلاً وإنصافاً مما هو عليه الآن ولكي يحدث ذلك يجب أن يلغى ما يسمى بحق الفيتو بل وأن تلغى فكرة الدول دائمة العضوية من الأساس وأن يكون التصويت على قرار مجلس الأمن بثلثي الأعضاء الذي يجب أن يراعى في إنتخابهم لا التمثيل الجغرافي فقط وأنما التشابهات الثقافية والأيدولوجية واللغوية وغيرها بمعنى أن تمثل الأمم المختلفة فيه وفي حالة أن تكون دولة في كتلتين مختلفتين في وقت واحد يجب أن تختار أن تكون ممثلة لإحداهما دون الأخرى وهذا لا ينفي حقوقها وواجباتها في الكتلة التي لا تمثلها كما يجب بعد ذلك أن يصوت ثلثي أعضاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة على قرار مجلس الأمن هذا بالإضافة إلى أن الدول الممثلة لأمة معينة يجب أن يكون إنتخابها من قبل ثلثي أعضاء تلك الأمة بل وأن لا تتخذ تلك الدولة أي قرار يخص مجلس الأمن إلا بموافقة الثلثين أيضاً .



يجب أذن أن أردنا أن نصنع نهضة وتنوير حقيقيين أن لا نغترب عن هويتنا المصرية والعربية والإسلامية بل أن تكون النهضة مستمدة منها لا على الطريقة الأخوانية التي في بعض الفترات من تاريخها كانت تخون أحيانناً وتتبع البراجماتية البحتة التي لا تعترف بالأخلاق في أحين أخرى ولا على طريقة المتشددين دينياً الذين يتسمون بالتشدد والإنغلاق الفكري كما يجب أن لا تكون على طريقة من هم منفصلين عن تلك الهوية بطبقاتها الأركولوجية المختلفة من التيار العلماني المقابل هذا بالإضافة إلا أنه لكي يكون هناك سلام عالمي يجب أن يكون هناك تعارف وتعايش سلمي حقيقي قائم على العدالة والإنصاف بين الأمم المختلفة وأن تستمع الحكومات والخاصة أيضاً ولو لمرة واحدة في التاريخ إلى صوت العامة الذين أثبتوا أنهم الأجدر على رؤية الحقيقة والأجدر على الحفاظ على الضمير الإنساني .



-26-

الشخصيات :

كفوف       : بتحاول ترسم بكره

                 بريشة كافكا

طفل         :

مراهق      :

شاب         : الفاصل بينهم

                 خط الزمن

                 الواصل بينهم

                 دايرة حلم

                

جمهور      : بيحاول يحلل الدراما

                 بطريقة بريخت

               

شخصيات أخرى

أنغام         : بتمطر

                 على دايرة حلم

زمن العرض : ماشي

                    مع دقات قلبك



المنظر        : خلفيه سودا

                   وكفوف بتحبي يمين وشمال

                   وحفر

                   دم

                   وكرسيين

                   واحد من نور والتاني ضلام

                   ومشنقة

                   مدلدله

                  م الأرض



                  -1-

                  يدخل طفل

                  ويلاقي الوهم قدامه

                  يسرقه

                  ويختفي

                  يظهر

                  يرجعه

                  يختفي

                 -2-

                 يدخل الطفل مره تانيه

                 وتبدأ الكفوف تتحرك

                 بسرعه

                 أكبر

                 يحط كف منهم

                 الوهم ع الأرض

                 ويعدي من عليه الطفل

                 من غير

                 مايحس

                 ياخده الكف التاني

                 ويظهر .............

                 و.....................

                 يختفي

                 يسيل الدم ع الأرض

                 ويظهر كيسين

                 يشيلهم الطفل على كتفه

                 ويخرج م الباب التاني

                 وهوه نفسه يصرخ

                 ويقول للعالم كله

                 انا

                 ماسرقتش

                 الوهم



                 -3-

                 يدخل الطفل م اليمين

                 شايل نفس الأكياس

                 " وقفة "

                 تبدأ الكفوف تتحرك

                 بسرعه

                 أكبر

 "                Boom                  "

                 يخرج م الجنب الشمال

                 ....................

                 ....................

                 يدخل الطفل م الشمال

                 شايل نفس الأكياس

                 ( وقفة )

                 تبدأ الكفوف تتحرك

                 بسرعه

                 اكبر

 "                Boom                 "

                 يخرج م الجنب اليمين

                    -4-

                 يدخل الطفل

                 ويتفتح سقف المسرح

                 ينزل حصان بجناحين

               وسيف

               يركب عليه الطفل

               ويمسك ...........

               " إظلام "

               تتحول خشبة المسرح

               لبساط كاراتيه

               يظهر الطفل

               ويبدأ يعرض

               " كاتا "

               " صرخة "

               " أ

                   ظ

                 ل

                    ا

                        م "

                     -5-

              يدخل الطفل

              وتتحول خشبة المسرح

              لمحطة قطر

              يركب جواه الطفل

              ويسيب ضله

              عل الخشبه

              " إظلام "

              تتحول خشبة المسرح

              لمدرسة عسكرية

              ف أرض الطابور

              يظهر طلبه كتير

              صفا ... إنتباه

              إنتباه ... ص .......

              فجأه

              يختفوا الطلبه

              و................

              يحاول واحد منهم

              أنه يخنق الطفل

              تتفتح الأبواب

                    ,

              تتقفل

              " إظلام "

               -6-

               يدخل مراهق

 "              funky              لابس بنطلون "

 "              Scorpions           وبيغني مع "

 "              Amomint in amillion year

                 To make some dreams come true "

               فجأة

               تظهر قدامه وشوش كتير

               يطلع لها لسانه

               وينزل شتيمه

               هنا

               يترج المسرح

               وينقسم نصين

               يحاول يمسك نفسه

               ويمشي في أتجاه واحد

               تلف الدوره الدموية بالعكس

               ويبدأ قلبه يدق

               بأيقاع

               بطيء

 "              Nana              ويدندن مع "

 "              Im lonely lonely lonely   

               Im lonely lonely I .. n .. m .. y .. l .. I "

               .................

               .................

               " تختفي الخشبة "

 "              Boom              "



                  -7-

                يدخل المراهق

               ويظهر مجموعة مراهقين

               حواليه

               ثانية

               أتنين

               يدوله ضهرهم

               ويتبخروا

               ...................

               ...................

               يتبخر

               -8-

               يدخل المراهق

               وتبدأ الكفوف تتحرك

               بسرعه

               أكبر

               تظهر مكتبة

               فيبين كف منهم

               كتاب التحليل النفسي

               لفرويد

               يبدأ يقراه

               وفجأة

               تظهر مجموعة من الناس

               تخرج عقولهم

               ويخرج عقله

               تبدأ العقول تتحرك

               ف كل مكان

               بعشوائية

               تامه

               يتحول المسرح لأشلاء

               ويتحول لأشلاء

               يضحك الجمهور

               وترجع عقولهم من تاني

               تتلم أشلائه

               ويتلم المسرح من جديد

             يرجع عقله

             ويصرخ

             الجمهور

             -9-

             يدخل شاب

             ويظهر قدامه

             ورقه وقلم

             يبدأ يكتب

             ويقول بصوت عالي

             قصيدة

             مبنيه ع التحليل

             والأرقام

             فجأه

 "            dirty money            تصرخ "

 "           Im coming home .. coming home .. 

              Turn the world .. and coming home"  

             هنا

             تطلعله أجنحه

             ويتفتح سقف المسرح

 "             dirty money             يدندن مع "

             ويطير

          

             " إظلام النهاية "




-27-

" حين تكون التمارين الجسدية إجبارية فهي لا تسبب الإضرار للجسم ولكن المعرفة حين تكتسب بالإكراه لا يمكن أن تبقى عالقة بالذهن "



أفلاطون " الجمهورية "



التربية هي الوسيلة التي من خلالها يصبح الفرد والمجتمع البشري في الحالة التي يجب أن يكونا عليها والتعليم هو تربية الأفراد والمجتمعات على إستخدام وتنمية ما تحمله الذاكرة البشرية من معارف من أجل الحفاظ على الوجود الإنساني وتطوره بالشكل الذي يجب ان يكون عليه هذا الوجود والتطورالتربية أذن تعلم مستدام والتعليم جزء لا يتجزء من التربية التي تسعى إلى أن تكون البشرية في أفضل أحوالها .



التربية أذن هي مفتاح الحفاظ على الوجود الإنساني برمته ولكن كيف يجب أن تكون أو لنقل ما هي الحالة التي يجب أن يكون عليها هذا الوجود الإنساني فالحشرات والحيوانات والطيور قادرة على الحفاظ على وجودها بشكل فطري لا يعتمد في الأساس على ذاكرة قادرة على نقل التراث الثقافي والعلمي من جيل إلى جيل إلا أن هذه الكائنات لها طبيعة آلية تتميز بالإنسجام التام مع الطبيعة الآلية للكون الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى عدم وجود أي نوع من الإختلال في تلك العلاقة القائمة بينهما ولكن الإنسان له طبيعة مختلفة حيث ان له قلب وعقل يجعلانه قادر على الإختيار والإبتكار ولهذا الأخير اهمية قسوى لأنه بديل عن قدرته على التكيف والإنسجام بشكل آلي مع الطبيعة لذا كان يجب أن تكون للإنسان ذاكرة قادرة على نقل التراث الثقافي والعلمي بل وتطويره أيضاً لأنه لا يعد رفاهية بأي حال من الأحوال بل هو يمثل حجر الزاوية في قدرته على البقاء .



هناك ثلاث نقاط أساسية يجب أن تقوم عليها التربية أولها الخروج من حالة الإغتراب وتعني أن تكون التربية متماشية مع المسار الصحيح للطبيعة الإنسانية السوية وأن لا تسير عكس هذه الطبيعة وإلا أصيب الإنسان بالإغتراب القهري الذي سيؤدي في النهاية إلى الإغتراب الإرادي للذات وأن يعي الطلاب الفرق بين أساليب التفكير المختلفة والطرق المختلفة التي يجب أن يتبعوها في حال تعاملهم مع العلوم والفنون والآداب على إختلاف أنواعها  بل ومع الدين والحياة العملية هذا بالإضافة إلى طرق التطبيق السليمة أيضاً وهنا يجب أن أشير إلى نقطة قد تبدو فرعية إلا أنها في غاية الأهمية فالعلوم الطبيعية في مجملها والعلوم الإنسانية  أيضاً يشتركان في خصائص التفكير العلمي من الشعور بالمشكلة وتحديدها وفرض الفروض إلا أنهم يختلفان في إختبارها فلا يمكن ان يكون إخضاع الإنسان للتجربة شيء أخلاقي لما قد يترتب عليه من كوارث لا يحمد عقباها لذا يجب الإعتماد على الطرق المختلفة الأخرى التي تتبعها العلوم الإنسانية على إختلاف انواعها وأنا هنا اتحدث فقط عن إخضاع الإنسان للتجريب إلا أن بعض هذه العلوم لا يمكن إخضاعها للتجريب من الأساس كالتاريخ على سبيل المثال كما يجب أن تتوقف العلوم الإنسانية عند الوصول إلى مبدأ أو قاعدة وعدم تطبيقها على عينة مشابه لنفس السبب السابق وفي هذه الحالة يجب البدء من جديد في كل مرة حتى وإن كانت النتيجة واحدة نظراً لإختلاف الأحوال الإنسانية بإختلاف ظروف الزمان والمكان حتى وأن بدت متشابهه في باديء الأمر وهذا ما يجعل العلوم الإنسانية أقل تجريدية من العلوم الطبيعية ولكن هذا لا يعني ان هذه النتيجة التي توصل إليها البحث في كل مرة لا تعد مبدأ أو قاعدة بل يجب ان تظل هكذا حتى تكسرها نتيجة أخرى قادرة على إثبات مبدأ أو قاعدة جديدة كالعلوم الطبيعية  تماماً .



النقطة الثانية التي يجب أن تقوم عليها التربية هي القدرة على مقاومة حالة الإغتراب القهري والتي تنشأ في الصراع البشري فقط نتيجة لأعتداء الآخرين على ما يؤمن به الأفراد بل والأمم أيضاً وما يمتلكونه أما النقطة الثالثة فتعتمد على ان يعي الطلاب ان حل هذه المشكلة يكمن في الوصول إلى الحالة البنائية داخل المجتمع الواحد وإلى حالة من التعارف والتعايش السلمي بين الأمم المختلفة .



كيف يمكن تنفيذ هذه النقاط الثلاث أذن لكي تسير التربية في مسارها الصحيح أعتقد انه يجب أن تكون المناهج وطرق التدريس متوافقة مع النوع الذي تتعامل معه هذه المناهج وهذه الطرق بل ويجب ان يكون تطبيق ما تعلمه الطلاب يسير بشكل سليم أيضاً فمنهج النشاط على سبيل المثال قد يصلح للتعامل مع الحياة العملية والواقعية إلا أنه لا يصلح للدراسات الإنسانية كما يجب أن لا يكون أي نوع من الدراسة إنسانية كانت أم علمية قائم على الطريقة التقليدية في الحفظ والتلقين هذا بالإضافة إلى تنمية كل جوانب الإنسان النفسية والإجتماعية وغيرها وفق الأسس العلمية السليمة إلا أن هذا كله يجب أن يكون في إطار حل مشكلتين رئيسيتين يتسببان بشكل قوي في النفور من التعليم الأولى هي أن الطلبة يتعلمون أشياء لا يحبونها في الأساس والثانية هي أننا في كثير من الأحيان نكون مجبرين على تعليمهم هذه الأشياء التي لا يحبونها لأنها رئيسية وأساسية في التعليم لذا وجب أن تكون وسائل وطرق التدريس متناسبة مع المرحلة العمرية  وأن يتعلم الطلبة ما يحبون وأن نعلمهم الأشياء الضرورية التي لا يحبونها بطريقة يحبونها وأعتقد ان أنسب شيء لهذا الأمر هو إتباع " مخروط الخبرة " لـ " إدجار ديل " فالركيزة الأساسية في المرحلة الإبتدائية يجب ان تكون قائمة على التعليم القائم على المحسوس بالعمل والتعليم باللعب وغيرها من الطرق والأساليب المناسبة والمشوقة للتعليم في هذه المرحلة العمرية وان تكون المناهج الوطرق المختلفة التي ذكرتها من قبل  داخل هذا الإطار العام والأمر نفسه يجب ان يكون في المراحل التالية ومن ضمنها المرحلة الإعدادية التي يجب ان يزيد فيها على التعليم القائم على المحسوس بالعمل التعليم القائم على المحسوس بالملاحظة وفي المرحلة الثانوية يجب أن تضاف قمة المخروط المعتمدة على التعليم القائم على البصيرة المجردة ولكون هذه المرحلة هي مرحلة الإبداع وتمايز وظهور القدرات لدى الأفراد لذا يجب أن يكون هناك إهتمام كبير بهذه النقاط الأساسية ففي السنة الأولى يجب أن يكون التعليم عاماً كما في السنوات السابقة إلا انه بطبيعة الحال يجب أن يكون اكثر عمقاً ودقة وفي السنة الثانية  يجب أن يكون هناك تخصص فإلى جانب قسمي الأدبي والعلمي يجب أن يكون هناك أقسام أخرى خاصة بالفنون والآداب والرياضة  وفي السنة الثالثة يجب أن تنقسم هذه الأقسام بدورها إلى أقسام أكثر تخصصاً وان يكون هذا التحصص مؤهلاً لدخول الجامعة بمعنى أن يدرس الطالب المواد التي تؤهله لدخول المجال الذي يريد أما في مرحلة التعليم الجامعي فيجب ان يكون هناك توازن بين الدراسة الأكاديمية القائمة على المحاضرات وبين التعلم القائم على المحسوس بالعمل والملاحظة هذا بالإضافة إلى البحث العلمي والإبداع وفقاً لما تتطلبه الدراسات العلمية والإنسانية على إختلاف أنواعها ونفس الشيء يجب ان يكون في مرحلة الدراسات العليا إلا انه يجب أن يضاف إليها أيضاً حلقات النقاش كما يجب أن تكون السنة الأخيرة في كل مرحلة من المراحل السابقة  سنة إنتقالية تمهيدية للمرحلة التي تليها .



أما النقظة الثانية المتعلقة بمقاومة الإغتراب القهري والوصول إلى حالة بنائية داخل المجتمع الواحد وحالة من التعارف والتعايش السلمي بين الأمم المختلفة فلن تتم إلا إذا اعتمدنا منذ المرحلة الإبتدائية وحتى إنتهاء التعليم الجامعي على " السيكودراما " بمعنى ان تكون هناك مادة أساسية للمسرح تعتمد في الأساس على مسرحيات كُتبت على هذه المباديء ليقوم الطلاب بمعايشة حالة الصراع هذه والوصول إلى الحل عن طريق التمثيل هذا بالإضافة إلى الدور المهم للإرشاد النفسي ومادتي التربية الوطنية والتربية الدولية التين يجب ان تكون هذه المباديء جزء أساسي فيهما وأن يكونا أساسيين أيضاً حتى إنتهاء التعليم الجامعي كما يجب ان يكون هناك تركيز كبيرفي مرحلة التعليم الأساسي  لجميع الطلاب على الرياضة والفنون والآداب واللغة القومية والتعاليم الدينية والمفاهيم المتعلقة بالمواطنة وحقوق الإنسان وإحترام حقوق الآخرين وغيرها من المفاهيم المهمة لبناء مجتمع بشري سوي ومتحضر .



ربما نحن الآن في حاجة إلى ان نخرج من كبوتنا كما خرجت أوروبا منذ قرون ربما نحن الان في حاجة إلى ان نعود إلى التاريخ من جديد وبطبيعة الحال لن يحدث هذا ولن يحدث تنوير حقيقي إلا إذا عدنا امة تعشق العلم والمعرفة والأبداع ليس فقط لأن بقائها مرتبط بهم ولكن أيضاً لأيمانها بأن الإنسان حيوان فضولي حالم ومبدع .



-28-

سلمٌ موسيقيٌ مكسور

وأنغامٌ شاذة

تكسر قواعد الهارموني

وبورتريهات

على أجسادٍ من حجر

وكوب القهوة العشرون



-29-

هناك الكثير من التابوهات التي وضعت للفن في عالمنا العربي وعلى وجه الخصوص في الشعر والتي تجعل المبدع في مفترق طرق فإما أن يسير في ركابها فيصبح فناناً وإما أن يكسر قواعدها فلا يكون جديراً بهذا اللقب لذا كان لزاماً علينا أن نعود إلى أصول الأشياء لنفهم ما هو الجمال وما هو الفن لكي نستطيع أن نفهم إن كانت هذه التابوهات حقيقية أم لا ونصل في نهاية الأمر إلى فنٍ حقيقي فنٍ حر .



أعتقد أننا نشعر ونعي الجمال عن طريق النفس والعقل فالنفس تستطيع أن تشعر بهذا الجمال والعقل يستطيع أن يعيه عن طريق الحدس المباشر إلا أن هناك قواعد يمكن أن توصف بالمنطقية للجمال فأي شيء جميل يتسم بخمسة أشياء أساسية أول هذه الأشياء هو التناسق الخارجي ولا اعني هنا السيمترية فالسيمترية تتسم بالتساوي ولكني أعني التناسق بمفهومه الأعم والأشمل فقد تكون اللوحة تجريدية مثلاً إلا أنها بالرغم من هذه الفوضى تظل تتسم بهذا التناسق فلا يمكن أن نجد لوحة ليس لها أبعاد ثابته تحافظ على وحدتها العضوية وهذا بالطبع ينطبق على الشعر وكل أنواع الفنون والطبيعة أيضاً فلا يمكن أن نجد قصيدة مترهلة أو مقطوعة موسيقية تتصف بهذه الصفة ولا يمكن أن نجد في الطبيعة ما هو مفتقد لهذه الأبعاد التي تحافظ على وحدتها العضوية .



ثاني هذه الأشياء هو الهارموني فلا يمكن أن نجد قصيدة أو مقطوعة موسيقية أو لوحة لا تتسم بالتناغم والتوافق الداخلي .



ثالث هذه الأشياء هو الإيقاع والإقاع موجود في كل شيء في الحياة ( 1 ) وبطبيعة الحال في كل أنواع الفنون حتى الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي يتسمان بهذه الصفة ويمكننا ان نجد ذلك في إيقاع الألوان في اللوحة ( 2 ) لكني اعتقد انه إيقاع من نوع خاص ويمكننا ان نسميه إعادة إكتشاف لإيقاعٍ حدث في لحظة معينة فإنسيابيت الألوان وتدرجها تعطي إيقاعاً من نوع آخر وهذا ينطبق أيضاً على الصورة الفوتوغرافية فأبعادها المختلفة تجعلك تشعر بهذا الإيقاع وخير مثال على ذلك أنك أن ألتقطت صورة فوتوغرافية لمجموعة من الأشخاص الذين يسيرون في خان الخليلي يمكنك أن تكتشف عمق الصورة وتدرج سير الأشخاص من الخلف إلى الأمام إيقاع حركتهم في تلك اللحظة بالذات وما يجعل هذا الإيقاع حياً هو النظرة الكلية لكل من اللوحة والصورة الفوتوغرافية التي تجعلك ترى هذا الإيقاع الذي حدث في لحظة معينة أثناء رسم اللوحة أو إلتقاط الصورة ولا يمكن أن تختفي هذه القواعد من الجمال والفن بأي حال من الأحوال حتى المدرسة الدادية التي أرادت أن تكسر كل قواعد المنطق والفن لم تستطع أن تكسر هذه القواعد .



رابع هذه الأشياء يكمن في الإبهار وهنا قد يقول البعض أن الشيء قد يكون مبهراً لكنه لا يكون جميلاً أقول لهم نعم ولكن لا يوجد شيء جميل ليس فيه ولو قدر ضئيل من الإبهار والإبهار لا يحدث بطبيعة الحال إلا لو كان هناك مفاجئة بمعنى أن يكون هذا الشيء الجميل كاسر لكل ما هو مألوف ومعتاد .



أما خامس هذه الشياء وآخرها فيكمن في أن الشيء الجميل يجب أن يكون من الأشياء التي لا تثير القبح والإشمئزاز بالنسبة للمتوسط العام من الناس فحتى أصحاب مدرسة جماليات القبح حين أرادوا ان يكسروا هذه القاعدة صنعوا من الشيء القبيح شيئاً جميلاً فلم يتركوه قبيحاً كما هو ولم يكسروا القواعد الخمسة سالفة الذكر .



هنا يجب أن نتسائل أن كانت هناك أشياء يتفق معظم الناس على أنها جميلة أعتقد أن هذه الأشياء موجودة والسبب في ذلك هو الوصول إلى درجة الكمال في النقاط الخمسة سالفة الذكر فكلما أقترب هذا الشيء من درجة الكمال كلما ذاد عدد الأشخاص الذين يرون هذا الشيء جميلاً وكلما أبتعد هذا الشيء عن درجة الكمال كلما قل عدد الأشخاص ولكن الوصول إلى درجة الكمال الفعلي لا يكون إلا في الطبيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى والمثال على هذه الأشياء التي يمكن أن يتفق معظم الناس على إنها جميلة يمكن أن نجده في شلالات النياجرا والهرم الأكبر وعلى العكس تماماً يمكن أن نجد أشياءاً يتفق معظم الناس على أنها قبيحة كالبراز مثلاً ومع ذلك يظل الجمال نسبياً لأنه وإن أتفق معظم الناس على جمال وقبح شيء معين يظل هناك من لا يتفق على أن هذا الشيء جميلاً أو قبيحاً إلا أن هؤلاء يعدون شواذاً على القاعدة ولايمكن أن تلغى القاعدة بالشذوذ عنها فلكل قاعدة شواذ .



أما بالنسبة للفن فبالرغم من انه عملية إبداع وليس تلقياً للجمال كما يقول الفلاسفة جميعاً إلا انه لا يمكن أن يخرج على قواعد الجمال العامة وذلك لسببٍ بسيطٍ جداً وهو أنه من غاياته التي لا يمكن التخلي عنها الوصول إلى الجمال وهذا يجعلنا نتظرق إلى نقطة في غاية الأهمية وهي هل يمكن أن يكون الفن غاية في حد ذاته أم انه لا بد أن يتسم بالإلتزام أعتقد أنه لا يوجد فن غير ملتزم سواء كان هذا الإلتزام بطريقة واعية أو بصورة غير واعية حتى قصيدة النثر التي أتسمت بثلاث صفات أساسية وهي القصر والتوهج واللاغرضية لا يمكن أن تكون غير ملتزمة والدليل على ذلك أنك وأن تحدثت في اللازمان واللامكان وأنكفئت على ذاتك وتحدثت في كل ما هو يومي ومعاش لا يمكن أن تكون لا غرضياً فذاتك غير منفصلة عما يحيط بها وكل ماهو يومي ومعاش غير منفصل عما هو أعم أشمل لذلك أعتقد أنك سوف تكون ملتزماً في نهاية المطاف سواء كان ذلك بصورة واضحة وواعية أو بصورة غير واضحة وغير واعية .



الفن لا ينتج في حقيقة الأمر إلا بعد إكتمال ماهية الفنان بعنصريها ( الماهية الوراثية " الدنا " والماهية المكتسبة " الحياة " ) ثم بعد ذلك يجب أن يختار من بين الممكنات المتاحة له أو جميعها أن أمكن وأعني بها إمكانياته وقدراته الشخصية وليس ما يفرض عليه فما يفرض عليه يجب أن يقاوم من أجل تحقيق الوجود الفعلي لذاته على أرض الواقع .



هل يمكن أن يكون الفنان مغترباً لا أعتقد ذلك وأعني هنا الإغتراب عن الفن نفسه أو قواعده الأساسية لا الإغتراب الذاتي للفنان لأنه أن أغترب عن هذه القواعد الأساسية سوف يخرج من دائرة الفن كما أعتقد انه لا يمكن الإغتراب عن الإلتزام حتى وأن أراد الفنان ذلك لأنه كما ذكرت من قبل سوف يخرج في فنه سواء كان ذلك بطريقة واعية أو بصورة غير واعية .



هذه هي القواعد العامة للفن ولكن لكل فن قواعده العامة الخاصة به فالشعر على سبيل المثال يتفق مع هذه القواعد العامة إلا انه يزيد عليها عنصران في غاية الأهمية هما اللغة والموسيقى فلا يمكن ان تكتب قصيدة بدون لغة ولا يمكن ان تكون أيضاً بدون موسيقى  وقد يتسائل البعض لما لم أتحدث عن فنيات الشعر كالصورة الشعرية مثلاً وذلك لسببٍ بسيطٍ جداً وهو ان الصورة الشعرية قد لا تكون موجودة في بعض الأشكال الشعرية كالزجل على سبيل المثال والأمر نفسه في باقي فنيات الشعر التي قد تختلف من نوع إلى آخر ومن مبدع إلى آخر .



وبما اننا نتكلم عن موسيقى الشعر فيجب أن أتطرق إلى بعض الأمور المهمة الخاصة بها فقد كان الشعر في باديء الأمر يُكتب بطريقةٍ تلقائية ثم جاء الخليل أبن أحمد ووضع بحور الشعر العربي الخمسة عشر ووضع أحد تلاميذه البحر السادس عشر كما ان موسيقى الشعر كانت تختلف عند المصريين القدماء والرومان والأغريق وتختلف أيضاً مابين الشعوب والأجناس المختلفة في العصر الحديث وذلك لإختلاف اللغة والثقافة وأعتقد أيضاً لإختلاف الوعي بما يجب أن تكون عليه موسيقى الشعر ثم تطور الأمر وأصبح هناك ما يعرف بشعر التفعيلة وهو ما عرف خطئاً بالشعر الحر لأن الشعر الحر يعتمد على الإيقاع بمفهومه العام بدلاً عن الوزن وتساوق الأصوات بدلاً عن القافية ثم تطور الأمر بحيث أصبح يُكتب بطريقة تتداخل فيها الأوزان أو يتداخل الوزن مع النثر من دون ان يكون هناك خلل في الإيقاع العام للقصيدة أو وحدتها العضوية أما شعر التفعيلة فإنه يعتمد على التفعيلة الواحدة وليس البحر بصورته الكاملة وهذا ما يجعله بالطبع يختلف عن الشعر العمودي ثم ظهرت قصيدة النثر والكتابة عبر النوعية والقصيدة الإلكترونية بما تتضمنه من تفاعلية وغيرها من الأنواع ما أريد أن أقوله أن موسيقى الشعر أعم وأشمل من البحور العروضية المتعارف عليها والدليل على ذلك أن أي أذن بشرية تستطيع أن تكتشف أي خلل في موسيقى الشعر بتلقائية حتى وأن لم يكن المستمع شاعراً وقد يقول البعض أن الأذن البشرية العادية غير منضبطة على البحور الشعرية المتعارف عليها أقول لهم نعم إنها غير منضبطة عليها فقط وأنما أيضاً قادرة على أن تكتشف أي خلل في موسيقى الشعر بمفهومها العام والشامل سواء كان النص موزون أو به تداخل في الأوزان سواء كان نثر أو تفعيلة أو يدمج بين الأثنين .



الآن يجب أن ننتقل إلى نقطة أخرى وهي كيف يمكن ان نميز بين الفن الجيد والفن غير الجيد أعتقد أن الفن كلما أقترب من درجة الكمال في قواعد الفن العامة وقواعده العامة الخاصة به يكون أكثر رقياً من ذلك الذي يبتعد عن هذه القواعد وأعتقد ان هذا هو السبيل الوحيد للتفرقة بين ما هو جيد وما هو غير جيد في الفن والإبداع .



وبما ان هذه التابوهات التي وضعت للفن ليست حقيقية أعتقد انه يجب أن تكون هناك مدرسة في الفن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح وان كانت توجيهية في المقام الأول ولا تضع تكنيكاً محدداً يعتمد عليه الفنانون في إبداعهم لذا اعتقد انها يجب أن تسمى بـ " الباتاتابو " فالمقطع الأول من المصطلح لا يعني شيئاً إلا انه مأخوذ من ألفريد جاري الذي أراد ان يسخر من الميتافيزيقا فسمى مدرسته في الفن بالباتافيزيقا أما إقتران المقطع الثاني وهو كلمة تابو بالمقطع الأول فليس له سبب سوى أن يدل على ان الفن لا يوجد به محرمات او مقدسات وأن الفنان حر فيما يفعل ما دام لم يخرج على قواعد الفن العامة كما ان هذه المدرسة قد لا تكون الأسلوب الأمثل في الإبداع إلا إنها الأمثل من وجهت نظري لكي يعود الفن إلى نقائه وحريته .

تعتمد هذه المدرسة على القواعد الآتية :

1- أن تبدع كما تشاء ما دمت لم تخرج عن قواعد الفن العامة والقواعد العامة الخاصة بفنك .

2- أن لا يكون هناك تكنيكاً موحداً في إبداعك بشكل مقصود فقد تاتي بجديد وقد تتشابه مع بعض المدارس الموجودة ولكن بالطبع مع إختلاف الأيدولوجيا وإستخدام رمزية التكنيك المهم ان يكون ذلك بطبيعية وان تكون في حالة تجريب دائم .

3- يجب أن تكون ملتزماً بكل ما يتناسب مع طبيعة البشر النفسية والعقلية والدينية والأخلاقية وغيرها وإلا أصبحت مغترباً على المستوى الإنساني لا الفني كما يجب أن لا يفرض إلتزامك بأيدولوجيا معينه تكنيكاً موحداً في إبداعك .

4- لا يوجد منطق في الفن الفن هو الذي يصنع منطقه الخاص .

5- لا يعني الإبداع بطبيعية أن لا تكون واعياً بما تبدع ولما تبدع بل يجب أن يسير الوعي واللاوعي في خطين متوازيين لحظة الإبداع .



في النهاية يجب أن أقول ان هذه المدرسة لا ترفض أي شكل إبداعي كما انها لا ترفض أي مدرسة إبداعية لكنها تريد أن يعود الفن حراً كما كان لكي يعود الإنسان حراً كما كان .



( 1 ) : يرى الفيلسوف فؤاد ذكريا أن الإيقاع موجود في كل شيء في الحياة .

( 2 ) : يرلرى الشاعر عبد الرحمن تمام أن الإيقاع موجود حتى في اللوحات والصور الفوتوغرافية وأن ذلك يظهر بوضوح في إيقاع الألوان داخل اللوحة .



-30-

twitterماذا ستفعل تغريدة واحدة على  "

حتى وأن كانت مليئة بالنعيق

هل ستنقذ العالم

ماذا ستفعل البشرية العجوز

حين لا تلحق المترو الذي فتح أبوابه لثوان قليلة

وغادر

فتلقى على الرصيف المزدحم

تاركةً الفرصة الأخيرة

للبقاء

 ماذا سأفعل حين أقرأ التغريدة الوحيدة

وألحق المترو

هل سأنقذ العالم

\ وجودنا

أم علي ولو لمرة واحدة

أن أنقذ الموت

من الحياة



-31-

أن تكون إنسان أولا  هذا هو السؤال ؟



" مع الإعتذار لشكسبير "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق