السبت، 2 أكتوبر 2010

وبدأ العد التنازلى الجزائر ترشح آسيا جبار لـــ"نوبل 2010"

السبت، 2 أكتوبر 2010 - 18:43
آسيا جبَّار 
آسيا جبَّار
كتب بلال رمضان
اليوم السابع
Bookmark and Share Add to Google
آسيا جبَّار.. كاتبة وروائية جزائرية، اعتبرت نفسها بكتابتها واهتماماتها "وارثة" لدماء الشهداء من حرب التحرير الجزائرية 1962.. فرشحتها بلادها لجائزة نوبل لهذا العام 2010.
تكتب آسيا جبَّار بالفرنسية تأكيدًا منها على الرابط العاطفى بين الثقافتين الجزائرية والفرنسية، وقالت عن ذلك لبعض الصحف "اللغة الفرنسية هى بيتي"؛ فتَّم انتخابها فى 25 من يونيو 2005 لتكون الشخصية العربية الأولى التى تدخل "الأكاديمية الفرنسية" والتى تُسمى بـ"مؤسسة الخالدين" فى فرنسا بعدما حصدت 16 صوتاً فى مقابل 11 صوتاً للكاتب الفرنسى دومنيك فرنانديز.

وبرغم إبداعها وعشقها للفرنسية إلا أنها لم تتخل يوماً عن قضيتها الجزائرية.. قضية التحرر والاستقلال.. قضية الثقافة واللغة والانتماء.

ولدت آسيا جبار واسمها الحقيقى فاطمة الزهراء أيمليان فى 1936 فى شرشال غرب الجزائر، ومنذ 1956 بدأت مشوارها الأدبى بنشر رواية "الظمأ" وتوقفت عن الدراسة على غرار كافة الطلاب الجزائريين تلبية لنداء جبهة التحرير الوطنى اثر إضراب التاسع عشر من مايو لتلك السنة، ونشرت بعد ذلك فى 1958 "الذين نفد صبرهم" و"أطفال العالم الجديد" 1962 الرواية التى تناضل بطلتها من أجل التغيير السياسى وحقوق المرأة.

وعلى غرار العديد من زملائها الجزائريين المتخرجين من المدرسة الفرنسية كتبت آسيا جبار بلغة المستعمر آنذاك.

وفى 1968 نشرت مسرحية "الفجر الدامى" عن مرارة الاحتلال الفرنسى ثم "نساء فى شقتهن بعاصمة الجزائر" و"الحب والفانتازيا" و"بعيدًا عن المدينة" والتى تدور حول نساء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وفى التسعينات نشرت "ليالى ستراسبورغ" التى حازت على إحدى أرفع الجوائز الفرنسية "جائزة ميديسيس" و"وهران.. لغة ميتة" ثم "ما أوسع السجن".

وعملت آسيا جبار أستاذة فى التاريخ والأدب عدة سنوات فى جامعة الجزائر، وفى بداية الثمانينات قررت العودة إلى باريس بعد أن أدركت تصاعد "العنف المبيت" ضد النساء.
وفى 1999 انتخبت آسيا جبَّار فى الأكاديمية الملكية للغة والآداب الفرنسية فى بلجيكا، وترددت كثيرًا على بلادها طوال هذه السنوات التى أقامت خلالها فى الخارج لكنها لم تزر الجزائر سوى مرة واحدة خلال النزاع الدامى الذى شهدته التسعينات بين قوات الأمن والجماعات الإسلامية المسلحة لتشييع جنازة والدها الذى كان مدرسا. وتزوجت آسيا جبار بعد أن طلقت فى 1975، من جديد مع الشاعر والكاتب الجزائرى عبد المالك علولة.

واتجهت جبار إلى التصوير والإنتاج السينمائى فى الجزائر فى السبعينات وقامت بإجراء العديد من المقابلات، وتصوير الأفلام، وقد تمكنت من زيارة عشيرة أمها الأمازيغية فى جبل شنوة، فأخرجت فيلمها الشهير فى العام 1979 "نوبة نساء جبل شنوة" وقد فاز بالجائزة الدولية فى مهرجان البندقية. ومن أعمالها أيضًا "نساء الجزائر فى شقتهن" 1992، ورواية "الجزائر البيضاء" 1995، وعالجت فيها المذابح المرتكبة بحق النساء والأطفال وموجة الاغتيالات التى شهدتها الجزائر.

وعالجت جبار فى روايتها الأولى التى كتبتها عام 1956 "العطش" اضطهاد المرأة فى المجتمع الإسلامى التقليدي، وجاءت كخطاب مواجه للخطاب التقليدى الذى يبرر باسم الإسلام إذلال المرأة وإهانتها.

عملت آسيا جبار ناشطة سياسية أثناء الثورة الجزائرية، ومراسلة لصحيفة المجاهد التى كانت الناطق الرسمى لجبهة التحرير الوطنى الجزائرية. وفى العام 1958 أصدرت روايتها الثانية "نافذو الصبر" فزاوجت هذه المرة بين نضال المرأة فى سبيل حريتها واستقلالها، وبين النضال الوطنى السياسى فى سبيل نيل الجزائر استقلالها.

وبفضل هاتين الروايتين، ومكانتها الأدبية الرفيعة، أصبحت تلقب فى باريس بـ"فرانسواز ساغان المسلمة"، وهو ما جعل الجنرال ديغول يأمر بإعادة انخراطها من جديد فى دار المعلمين العليا عام 1959.

وتتميز كتابات آسيا جبار بالحداثة فى الأسلوب والمضمون على الرغم من تمسكها بالتقاليد العريقة للمجتمع الذى تنحدر منه. وبصفتها أستاذة فى التاريخ، غالبًا ما تسلط الأضواء على تلك التقاليد التى تتوارثها النساء ويخلدنها لتبرهن أن الحفاظ على هذه التقاليد يجب ألا يشوب طريق التقدم والتحرر، كما تبرز أعمالها ما تمثله من تعدد الهويات فى داخلها "امرأة مغاربية وفرنكوفونية".

حصلت على الجائزة الأمريكية نيوستاد فى عام 1996 وكذلك على جائزة السلام فى فرانكفورت عام 2000 وانتخبت فى الأكاديمية الملكية البلجيكية للآداب، فى كرسى جوليان غرين عام 1999.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق