الجمعة، 24 سبتمبر 2010

"الكتاب" يدين منع الكويت لأعمال المفكرين المصريين

الخميس، 23 سبتمبر 2010 - 19:27
د . صلاح السروى مقرر لجنة الحريات باتحاد الكتاب  
د . صلاح السروى مقرر لجنة الحريات باتحاد الكتاب
كتب وجدى الكومى
اليوم السابع
Bookmark and Share Add to Google
أصدر اتحاد كتاب مصر بيانا اليوم، الخميس، أدان فيه منع لكويت أعمال المفكرين المصريين من المشاركة فى معرضها الدولى للكتاب المقبل، والمزمع عقده منتصف أكتوبر المقبل.

وقال الدكتور صلاح السروى، مقرر لجنة الحريات بالاتحاد لـ"اليوم السابع"، إن هذا المنع مثابة استقواء على الثقافة المصرية، مؤكدا أن منع كتب أبرز المفكرين المصريين من المشاركة فى معرض الكويت الدولى للكتاب، أو رفض مشاركة الناشرين المصريين فى معرض الجزائر الدولى للكتاب، يكتب شهادة الوفاة للثقافة العربية.

وشدد السروى على رفضه لكافة أشكال المنع والمصادرة، وهو ما دفع اتحاد الكتاب على إعلان إدانته الكاملة لقرار الكويت الذى صدر بدون إبداء أسباب.

وقال اتحاد الكتاب فى بيانه، طالعتنا وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية بأخبار مصادرة عدد من الكتب الصادرة فى مصر لخمس وثلاثين من كبار الكتاب والمفكرين المصريين من المشاركة فى معرض الكويت الدولى للكتاب، وأيضا حرمان دور النشر المصرية من المشاركة فى معرض الجزائر الدولى للكتاب، وهى الأخبار التى ما كنا لنصدقها لولا التأكيد الجازم من هذه الجهات، وعدم صدور أى تكذيب من قبل أى منها.

وأكد البيان على أن مبعث الاستغراب وعدم التصديق هو:
أولا: أن ذلك يتم فى حق كتاب ومثقفين من حيث المبدأ، وليسوا إرهابيين أو جواسيس أو أعضاء فى عصابات الجريمة المنظمة، فتتم مصادرتهم ومنع أدبهم وفكرهم من التواجد بين أيدى القراء وأمام أعينهم.

ثانيا: إن ذلك يتم فى حق كتاب ومفكرين ينتمون إلى بلد طالما قدم أبناؤه نور العلم والفكر والحضارة لكل القراء والمتعلمين العرب ولطالما احتضن المثقفين والسياسيين العرب وقدم لهم العون والرعاية والاحترام، سواء أكانوا طلاب علم أم طلاب ذيوع وانتشار أم لاجئين باحثين عن الأمن والحرية.

ثالثا: إنه فى الوقت الذى يحتال فيه البعض على قرارات المقاطعة العربية الشاملة لثقافة ومؤسسات ونشاطات دولة الكيان الصهيونى ويحاول إيجاد مبررات لاختراقها، إذا بالبعض الآخر يقوم بالاستقواء على مصر ويقاطع الثقافة المصرية والكتاب المصريين.

والعجيب فى هذا الأمر أن أيا من البلدين (الجزائر والكويت) لم يقدما أية مبررات لهذه القرارات الغريبة، بل إن الكتب المصادرة والممنوع دخولها إلى معرض الكويت مثلا تحمل أسماء تحوز الاحترام والتقدير من قبل كل القراء والمتابعين لحركة الثقافة والفكر من الاتجاهات كافة، مثل جمال الغيطانى وجلال أمين وعبد الوهاب المسيرى وحسن حنفى ومحمد حسنين هيكل وجابر عصفور.. الخ.

والأغرب هو أن يتواصل الاستقواء على مصر وتتم مصادرة المشاركة المصرية بالكامل من معرض الجزائر، بينما يتم السماح بمشاركة بلدان الجهات الأربع كافة بما فيها الدول ذات التاريخ القائم على النزعة التوسعية الاستعمارية والحاضر المفعم بالعنصرية ومعاداة العرب والمسلمين، بمن فيهم من الجاليات الجزائرية بالتحديد. وهى نفس الدول الداعمة لإسرائيل والمشاركة فى احتلال بلد عربى شقيق أو المؤيدة لهذا الاحتلال.

ونحن لا نقول ذلك بهدف استنكار مشاركة مطبوعات هذه الدول أو الحث على منعها من المشاركة أو مصادرة أعمال كتابها، على العكس من ذلك، فنحن نرحب بالانفتاح على الآخر، ولا نرى فى ثقافة الغرب كتلة واحدة صماء، ولكننا نرى فيها تعبيرا نموذجيا عن التعدد والغنى القائم على الجمع بين كل ألوان الطيف الثقافى والفكرى، ويوجد من بين كتابها ومفكريها من يدافع عن قيم الحرية والعدل وحقوق العرب والفلسطينيين بأقوى مما يدافع بعض العرب من المثقفين أو السياسيين، فضلا عن إيماننا بحق القارئ العربى فى قراءة المشهد الثقافى العالمى كاملا دون وصاية وهيمنة وانتقائية من قبل بعض القيمين عليه.

إن مثل هذه القرارات أبعد ما تكون عن طبيعة الثقافة باحتفائها بالاختلاف واحترامها للتعدد وبعدها عن الوقوف أمام العرضى والشكلى وتوافه الأمور وتأكيدها على القيم الإنسانية العليا والمعانى الكلية السامية. وهذه القرارات كذلك أبعد ما تكون عن ما ينبغى أن يتحلى به أصحاب القلم والمثقفون والمتحضرون من نضج فى التفكير ورصانة فى الموقف والتعبير.

وهى أخيرا أبعد ما تكون عما يموج به عصرنا من أدبيات ومواثيق حقوق الإنسان وحرياته، والتى يأتى على رأسها حقه وحريته فى الاعتقاد والتفكير والتعبير والسفر والاطلاع بل إننا نعتبر أن حرية التفكير والتعبير وما تقتضيه من حرية وسائطها ووسائل نشرها مثل الكتاب والصحيفة والقناة التليفزيونية.. الخ إنما هى أملنا الوحيد فى تخليق وتطوير قدراتنا على النهوض والإبداع والتفاعل الندى مع الثقافات الإنسانية فى مواجهة تحديات الهيمنة والتنميط الثقافيين التى يطرحها واقع العولمة والسماوات المفتوحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق