الجمعة، 24 سبتمبر 2010

عن الفنان العالمي :سلفادور دالى ... محمد سلامه

imageالفنان العالمي : سلفادور دالى

منقول من موقع مجلة النرد

 
لا شك أن سلفادور دالى كان رائد ما يسمّى بـ"الفانتازيا المسرحيّة فى الفن التشكيلى" و كذلك رائد ما يعرف بـ"مسرح الخرافة" فى الفن التشكيلى, و ربّما يعتقد الكثيرون أن تلك الفانتازيا بجموح خيالها هى أعلى مراتب السيرياليّة إلا أن تلك الفانتازيا كانت على حساب المبادئ التأسيسيّة للسيرياليّة بعد أن عقلن و قنن سلفادور دالى الفانتازيا و روّض اللاشعور عنوةً ليجعل الوعى يفترسه و يقصيه لا فقط يسوسه و يقوده.....و لنا أن نعلم أن ذلك التوجّه من دالى كان هو الذى قد أدّى به إلى إعلانه لتركه الحركة السيريالية فى أواخر الثلاثينيات.

و لعله من المهم أن نتعرف على نبذة عن حياة دالى و سيرته الذاتية (و هو ما قد يلقى الضوء على الكيفية التى تبلور بها أسلوبه - أو فلنقل الطريقة التى بلور بها هو أسلوبه) :

فقد ولد سلفادور دالي في 11 مايو 1904 في كاتالونيا بإسبانيا , و درس كطالب فن في مدريد وبرشلونة.

لقد استوعب دالي عدداً كبيراً من الأساليب في الرسم, و في أواخر العشرينات حدث أمرين أديا إلى تطور أسلوبه الفني.... الأول هو إكتشافه لكتابات سيجموند فرويد عن الأهمية الجنسية للصور اللاشعورية، والأمر الآخر هو إنتسابه إلى سرياليي باريس( وهي مجموعة فنانين وكتّاب).

و لعرض الصور من عقله اللاشعوري، بدأ دالي بإقناع الحالات الهلوسية في نفسه بواسطة عملية سماها "النقد المذعور"....و حالما قام دالي بهذه الطريقة بلور دالى أسلوب رسمه بسرعة إستثنائية, و من 1929 إلى 1937 أنتج اللوحات التي جعلته أحد أشهر الفنانين العالميين السرياليين.

كان دالى يتصوّر عالم الأحلام الذي تكون فيه الأجسام الشائعة مشوّهة ومصفّفة أو مغيّرة بطريقة غريبة وغير طبيعية...و يصوّر دالي هذه الأجسام بدقة وبتفصيل واقعي ويضعهم عادة في مناظر الطبيعية المضاءة بنور الشمس الكئيبة ( والتي كانت تذكره بوطنه كاتالونيا)....و ربما كان أشهر هذه الرسوم المبهمة هي "إصرار الذاكرة" التى أدرجتها فى المداخلة السابقة.

و بالإضافة إلى الرسم تضمّنت ذخيرة دالى الفنية الأفلام والنحت وفيلم الرسوم المتحركة القصير الفائز بجائزة أكاديمية السينما الأمريكية - وهو فيلم دزتينو Destino والذي تعاون فيه دالى مع والت ديزنى -.... و كذلك أنتج دالي فيلمين سرياليين أيضاً بالتعاون مع المخرج الإسباني لويس بوويل , و هما
الكلب الأندلسى "Un Chien andalou" عام 1928
و "L'Age d'or" (العصر الذهبي) عام 1930
ويمتاز كلا الفيلمين بنفس طريقة التشويه الشكلى الذى إتبعه فى لوحاته التى كانت إصرار الذاكرة مثالاً عليها- ولكن مع الصور الإيحائية فى الفيلمين-

و في أواخر الثلاثينات انتقل دالي للرسم بأسلوب أكثر إحترافية تجاريّة ,ونتيجة لذلك ترك الحركة السريالية, حيث أمضى دالى معظم وقته بعد ذلك فى تصميم مواقع المسرحيات والتصميم الداخلي للمتاجر العصرية والمجوهرات و الأعمال الترويجية الذاتية المثيرة في الولايات المتحدة حيث عاش من 1940 إلى 1955 (يعنى تحول من فنان إلى ماكينة لجمع المال و تحوّلت سيرياليته إلى بيزنس ليس إلاّ).

و في الفترة من 1950 إلى 1970 قام دالي بالعديد من الأعمال الفنية المرتبطة بالمواضيع الدينية - رغم أنه واصل إستكشافه للمواضيع الجنسية - , ولتمثيل ذكريات الطفولة، ولإستعمال المواضيع المرتبطة بزوجته جالا.... و لكن بالرغم من إنجازاتها لم يكن للرسوم التالية اعتباراً كبيراً مثل أعمال دالى السابقة.

و يعتبر أكثر كتب دالي إثارة هو كتاب "الحياة السرية لسلفادور دالي" .

و قد توفي سلفادور دالي في 23 يناير1989 في كاتالونيا بإسبانيا......و يظل حنين الإنسان إلى مسقط رأسه لكى ينزوى فيه و يموت من ذات البقعة التى ولد منها سلوكاً إنسانياً يستحق الإنتباه و التأمّل.



لا أحد ينكر بالطبع أن سلفادور دالى كان من أبرز فنّانى الحركة السيريالية , لكنه لم يكن الأبرز رغم أنه أفلح فى أن يربط اسمه تلقائيّا بذهن أى شخص عندما يسمع أى شيئ يخص السيريالية , وقد أفلح فى ذلك باتّباعه منهج مدروس فى الدعاية والترويج لنفسه و لأعماله , وباستعماله لأساليب بروباجاندا اعتمدت على تصرّفاته الشاذة و اطواره الغريبة والتى جعلت الناس متشوّقة دائما لتتبّع أخباره.

لقد اعتمد دالى على استخدام أسلوب خاص به فى اخراج رموزه فى أعماله , وهو الأسلوب الذى كان يسمّيه "فوتواغرافيا يد سلفادور دالى" , وهو الأسلوب الذى كان يعمد فيه الى تغيير طبيعة الأشياء , كتلك اللوحة التى أطلق عليها اسم :





إصرار الذاكرة




وكما نرى فى هذه اللوحة فقد قام باحالة أجسام الساعات الى مواد مطّاطة و هلاميّة الشكل وأخذ يثنيها يمينا و يسارا.... وقد طوّر هذا الأسلوب فى فترة لاحقة ليجعل الرموز تختلط بالسحب أو بأية مضامين أخرى تماما كما فعل عندما أعاد رسم لوحة اصرار الذاكرة تحت اسم :


تحلّل إصرار الذاكرة





ثم أخذ فى استخدام هذا الأسلوب بإفراط كما فعل على سبيل المثال فى لوحته التى أطلق عليها اسم:


إنفجار الزمن





ثم فى لوحته المعروفة باسم :


الشاطئ مع ثلاث فاتنات






وله لوحة أخرى مشابهة تحت اسم :


النساء الفوّارة (تعرف أيضا بإسم الهلوسة الثلاثيّة)



وأخرى تحت اسم :


شظايا أنثويّة متكوّرة

.


بنظرة سريعة على لوحات سلفادور دالى المدرجة فى المداخلة السابقة (خاصة فيما يتعلّق بخطوطه الواضحة و ألوانه الأكثر وضوحا) فان التساؤل يثور حول ما اذا كانت أعمال سلفادور دالى من وحى لا شعوره حقّا أم أن رموزه كانت من بنات أفكاره التى شكّلها بوعى كامل؟؟؟!!!


واضح من لوحاته أنه حوّل رموزه الى واقع بصرى و بالتالى قلّت فى هذه الأعمال نفحة اللاشعور لاعتماده على الصقل والتقنيّة الفنّية الزائدة فى اتقانها والتى لا تتم الاّ بعقليّة واعية و بــ"حرفنة" محسوبة (وهو بذلك يهدم الأساس التى قامت السيريالية عليه).


ربّما كانت أعمال سلفادور دالى الأولى فى فترة مبكّرة من مسيرته الفنّية نابعة من لا شعوره (وهى بذلك أمثلة حقيقية للسيريالية) ولكنه منذ بداية الأربعينيّات (وبالتحديد منذ 1942) وهو ينتج أعمالا تدهورت النفحة السيريالية فيها حتّى أصبحت فى النهاية لا تخرج عن آثارها البصرية الظاهريّة , وهذه اللوحة الموجودة فى متحف واشنطن الأهلى والمسمّاة "العشاء الأخير" هى أكبر دليل على ذلك :




فكما هو واضح...اللوحة ليست الاّ مسرحا معدّا للخرافة , وهو شيئ غير مستغرب على سلفادور دالى الذى كانت حركاته الشخصيّة المسرحيّة هى أكثر ما يميّز سلوكه معتقدا انه بذلك يخدم القوى الفكريّة التقدّمية بينما فى الواقع لم تكن تخدم سوى القوى الرجعيّة التى كانت ذروة نجاحها فى السخرية ممّا يبدر عن شخص محسوب على القوى التقدّمية كسلفادور دالى.



أما الحديث عن أطوارسلفادور دالى الغريبة فهو حديث لا ينتهى , إذ كان قد أنتج فيلمين سينمائيين بالاشتراك مع لويس بونويل وهما فيلمى "الكلب الأندلسى" و "القصر الذهبى" ولكن الشرطة الباريسية منعت عرضهما.


وفى أوائل الثلاثينات من عمره رحل الى الولايات المتحدة الأمريكية (عام 1940) وعرض لوحاته فى متحف الفن الحديث فى نيويورك فى العام التالى لوصوله لأمريكا ثم نشر فى العام الذى يليه سيرته بقلمه تحت عنوان "حياة سلفادور دالى السرّيه" وهو الكتاب الذى أثار ضجّة كبيرة.


ظلت أعمدة الصحف تزخر لأكثر من خمسين عاما بأخبار هذا الرسام غريب الطوار الّذى لقّب بــ"عبقرى الفضائح" بعد ان قال عن نفسه فى احدى الصحف الباريسيّة :
ويحكى عنه أنه دعى ذات مرّه الى لندن لالقاء محاضرة فدار حوار بينه وبين الصحفيين الّذين التفّوا حوله فسألوه عن مكان اقامته فى لندن فقال "لا بأس فى أن أقيم فى قصر بلنهايم" فقالوا له :"ولكنه أشهر قصور انجلترا التاريخيّه" فقال لهم :




فقالوا له :" ولكن دوق مارلبور يقيم فيه طوال السنه"...فرد قائلا:


!!!!!!!




والأغرب كان عندما ذهب لالقاء تلك المحاضرة التى أثارت ضجّة عاصفة...اذ ذهب لالقاء المحاضرة وقد تنكّر فى زى الغوّاصين وأمسك بيده حبلا مشدودا الى كلبين....ثم مالبث أن أغمى عليه على المنصّة فهرع اليه منظّموا المحاضرة وحطّموا جهاز الغوص الذى كاد أن يختنق داخله ببلطة من تلك التى يستخدمها رجال الاطفاء , فلمّا استعاد وعيه قال للجمهور:


!!!!!!




وكان لسلفادور دالى أفكارا ومبتكرات لا تخطر على بال أحد مثل:



= مقعد وردى اللون على شكل شفتى ممثلة الاغراء الأمريكية "ماى ويست"



=تليفون مصنوع من سرطان البحر



=اسطوانات معطّرة



=أظافر صناعية مصنوعة من المرايا



=أحذية ذات رفّاصات



=نهود زائفة كان يلبسها بحيث تبرز من الخلف فى ظهره



=مرحاض خاص به على شكل كفّين متلاقيين يجلس بينهما




و كان فخورا جدا بشاربيه (كان طولهما 25 سنتيمتر) وكان يقول عنهما أنهما جهاز الرادار الذين يلتقط بهما الوحى والالهام



أمّا عن أكثر لوحاته غرابة فقد كانت صورة زوجته "جالا" والتى كانت قبل زواجها منه زوجة الشاعر الرزين "بول ايلوار" - يا لسخرية القدر- , وقد رسمها وقد وضع على كتفها قطعتى كستليته , وقال مبرّرا هذه اللوحه:



!!!!!!!!!!!



!!!!!!!!!!





و الآن إلى معرض المجموعة الكاملة لأعمال سلفادور دالى (فقط قم بالنقرعلى اللوحات لمشاهدتها بالحجم الكبير).


Bacchanale










The apotheosis of homer











Idylle atomique et uranique melanconique











Geopoliticus Child











Uova sul piatto











Apparizione di una faccia e di un piatto di frutta












La Madonna di Port Lligat










Sans titre











Muchacha de Espalda









Piaceri illuminati










Santiago El Grande












Senicitas











Il volto di Mae West









Femme a tete de roses








I primi giorni di Primavera











Lo spettro di Vermeer










La nostalgia del cannibale










Apparition de ma cousin Carolinetta











Paysage aux papillons










L'elephant giraffe



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق